في الحياة محطات عدة تمر على الإنسان أغلبها طبيعية وهنالك جانب يكون من صنع الانسان نفسه وهي السياسة التي تبنيها وتحكمها المصلحة فقط .

وفي اجتماع جدة الذي ترأسه بايدن مع دول عربيه متقزمة والذي كان يهدف إلى تحقيق عدة أهداف أبرزها ترميم العلاقة الأمريكية السعودية والتي تأثرت مؤخرا لعدم تحقيق أهداف أمريكية في الشرق الأوسط وأبرزها خلخلة العلاقة بينهم خاصة بعد جريمة الصحفي خاشقجي..والهدف الثاني والأهم تشكيل حلف ناتو عربي مع الكيان الصهيوني من أجل محاربة إيران وضم الكيان إلى جامعة الدول العربية وهذا يعتبر الحلقة الأهم من مرحلة التطبيع المخزي .

وفي الجانب الآخر عقد اجتماع ثلاثي روسي ايراني تركي وهذا ما قصم ظهر البعير حيث جعل السياسة في المنطقة تسلك منعطف آخر وأبرز ما جاء فيه بحث الملف السوري والتمسك باتفاق أوبك مع السعوديه والذي ينص على زيادة الإنتاج أو تخفيضه وأبرز نتائج الإجتماع الثلاثي والتي ألحّت بتحسين العلاقة السعوديه الإيرانية حيث والملف النووي الإيراني في مرحلته الاخيره مما أعطى فرصة الهدنة في اليمن والتي تنص على وقف إطلاق النار و زيادة الرحلات الجويه وفتح ميناء الحديدة ودخول سفن أكثر والتعهد بدفع رواتب جميع موظفي الدولة وتم إعلان الهدنه بشكل علني وللأسف لم يتم تنفيذ أي بند من الاتفاق بشكل كلي سفن لم تدخل المينا ورواتب لم تدفع وحصار خانق وخروقات دول العدوان بشكل يومي ورحلات قليلة جداً فأي هدنة وهمية أعلنت و برعاية أممية تجهض.

لماذا لم يتم إعلان وقف الحرب على اليمن بشكل كلي و علني وفك الحصار وإعمار اليمن وإعادة بناء كل ما دمرته دول العدوان وجعل اليمن يعيش بسلام دون وصاية أمريكية صهيونية سعودية؟

لماذا هدنه فقط رغم معرفة العالم أن مفهوم الهدنه هو فقط ترتيب الأوراق السياسية والعسكرية وعند انتهاء الهدنة يعتبر دخول الحرب مرحلة دمار أكبر عما كانت عليه قبل الهدنة..!

لماذا يتجاهلون شعب بأكمله مقابل مجموعة مرتزقة في زبالة فنادق الرياض ؟

بدورنا نحن اليمنيين أعطينا درس لقوى الاستكبار طيلة ثمانية أعوام من الصمود والانتصارات ولم يرف لنا جفن ولازال النفَس للحرب طويل وإن لم يخضعوا للسلم فنحن للحرب دعاة والشهادة لنا نجاه ومازال في جعبة الخيارات الاستراتيجية الكثير ولن يصيبنا اي حزن على شهيد قط فإن الله يخلف عنه الف مجاهد يسعون سعيه و ينهجون نهجه..

الحرية للأسرى ..الشفاء للجرحى.. الرحمة للشهداء العظماء.

* نقلا عن :السياسية