أصبحت الحرب الناعمة أحد أخطر الأسلحة التي تستخدمها أمريكا وأخواتها من دول الشر العالمي، بل وتعتمد عليها في تحقيق أهدافها ومخططاتها.
نحن في اليمن نواجه عدواناً عالمياً منذ سبع سنوات ونصف وحصاراً اقتصادياً يفرضه على شعبنا تحالف العدوان السعوصهيواماريكي.
طيلة سنوات الحرب والعدوان لم يحقق التحالف الشيطاني أهدافه ومخططاته بالحرب العسكرية، رغم استخدامه كافة أنواع الأسلحة، فعمد إلى الحرب الاقتصادية، وهي ورقته الخاسرة التي يراهن عليها، ولكن العدو ظل يراهن على الحرب الناعمة، بهدف خلخلة الجبهة الداخلية.
ومع إعلان الهدنة في اليمن المسماة إنسانية في الثاني من أبريل والتي تم تمديدها لمدة ستين يوما وتلتهاً فترة تمديد أخرى لمدة ستين يوما أخرى مضى منها قرابة النصف، لم نر أو نشاهد إنسانية هذه الهدنة؛ بالعكس فقد استغل العدو هذه الهدنة في تحقيق جزء من أهدافه وهي دخول قوات أمريكية وفرنسية وبريطانية إلى عدة مدن والتي تخضع لاحتلال قوات تحالف العدوان، بل وسيطر عسكريا على منابع النفط والغاز وذلك من خلال أحداث شبوة وحضرموت الدامية والتي سقط فيها المئات من أبناء اليمن المنضوين تحت قيادة الإمارات والسعودية، وإلى جانب ذلك وهو الأخطر ما تقوم به خلايا العدو النائمة من بث سمومها على أبناء المجتمع اليمني في المحافظات الحرة التي يحكمها لمجلس السياسي الأعلى، وما تتناوله وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل ٍ يومي من نشر للأكاذيب والتضليل الإعلامي، والذي يستهدف السكينة العامة، وإقلاق الأمن والاستقرار، ومنها ما يتعلق بالمؤسسات والدوائر الحكومية، تارةً تحت مسمى الفساد ومكافحته ، وتارة ً أخرى تحت مسمى الطائفية والمناطقية، وثالثة دفع المرتبات، وإن كان في ظاهره مطالب حقه ومشروعة إلا أن في باطنها أهدافاً خبيثة تسعى للنيل من الجبهة الداخلية، وتعطيل مؤسسات الدولة.
فالعدو لا يريد لنا الخير، لا يهمه استقرار اليمن وإعمارها، ولا يهمه الحالة المعيشية وغلاء الأسعار، ودفع مرتبات وتسليم علاوات، أو محاربة فاسد أو محاكمة مسؤول، بقدر ما يهمه تحقيق أهدافه وتنفيذ مخططاته، ولنا في عدن وبقية المحافظات الجنوبية المحتلة خير دليل.
فعلينا الانتباه لخبث المخطط وشر ما يسعى إليه الأعداء، وذلك بالمحافظة على تماسك الجبهة الداخلية وتوحيد الصف، ومواصلة الصمود والثبات، وعدم الانجرار وراء مخططات الأعداء، وعدم التفريط في تضحيات الشهداء طيلة سنوات الحرب والعدوان السبع، وأن لا نضيع صمودنا وثباتنا وصبرنا على قصف الطيران والبوارج وضربات الصواريخ، في هدنة ليست بإنسانيةـ وإنما الرابح فيها هو التحالف الشيطاني.