بعد سبعة أعوام ونصف العام من الحرب والعدوان العسكري، والحصار الاقتصادي من قبل تحالف الشر السعوصهيوأمريكي على الشعب اليمني، كانت المفاجأة التي لم يكن يتوقعها أحد، وهي عروض عسكرية للجيش اليمني بكافة أصنافه ووحداته، وبأسلحة متطورة أذهلت العالم.
فكان الموعد في محافظة الحديدة حارس البحر الأحمر في عرض عسكري كبير، زلزل الأرض، وهز عروش الطغاة، أقلق الأمم المتحدة وأخاف وأرعد الصهاينة وأذنابهم.
وعد الآخرة، وعدٌ محسوم، لا مفر منه، كانت الطائرات المسيَّرة بكل أنواعها وأشكالها، وَالألغام البحرية، والصواريخ البالستية، والدبابات والمدفعية، القوات البرية والجوية، تتزاحم في ميدان العروض، كان الأبطال الميامين يدكون الأرض بأقدامهم، يفجرونها تفجيراً، بأصواتهم يزأرون فيموج البحر موجاً.
سمعنا قلق الأمم المتحدة عبر بعثتها في اليمن، وخوف الصهاينة وأذنابهم من هذا العرض العسكري، والذي يعتبر عرضاً رمزياً من وحدات الجيش اليمني، نعم من حقهم أن يقلقوا، ولا نعيب عليهم إن خافوا؛ لأَنَّهم يدركون ما معنى وعد الآخرة، وما هو المصير الذي ينتظرهم.
جحافل الجيش اليمني باتت هي الحامي وهي الحارس الأمين للبحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، وهي من بيدها مفتاح باب المندب.
لا خوف بعد اليوم من غازٍ أَو طامع أَو محتلّ.
نم قرير العين يا صالح الصماد فها هو دمك الطاهر ودم الشهداء الأبرار أثمر جيشاً عرمرماً يهز عروش الطغاة والمتكبرين، وسوراً يذود عن حياض الوطن.
هذه رسائل وعد الآخرة، فهل سيعي العدوّ الرسائل التي أرادت صنعاء إرسالها، وهل سيستفيد مما تبقى من أَيَّـام الهُــدنة؟
وصدق الله القائل في محكم كتابة: (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأنفسكُمْ، وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا، فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أول مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا).