مِنْ هنا جاؤوا إلى آجالهم
وهنا كانتْ لهُمْ في المَوْعدِ
ههنا صاروا رُفاتاً حارِقاً
هكذا نالُوا جزاءَ المعتدي
وارتَقَتْ من ههنا أصواتُنا
هاتفاتٍ بالنشيدِ الأَمجدِ
يَمَنَ الإيمانِ دُمْ في عِصْمَةٍ
من يَدِ الغازي ومن كلِّ يَدِ
لك في يوم الفداْ أرواحُنا
ودَمُ القلْبِ، وقَلْبُ الوَلَدِ
نعزفُ الترحيبَ في وجهِ الفَنا
نشتري بالموتِ عِزَّ السَرمَدِ
ونفُكُّ الفجرَ من قيدِ الدُّجى
بدمِ المجروحِ والمُسْتشهدِ
قد حَصَدْنا المجدَ من آبائِنا
وبَذَرناهُ لأجيالِ الغَدِ
وسقيناهُ بقانٍ أحْمَرٍ
فاحصدي، ثم ابذُري للأبعدِ
وسلكنا دربَهم نحو العُلا
وتجاوزْنا حدودَ الفرقدِ
وترَكْنا آيةً من بَعدِنا
- مُهَجاً ذابَتْ - فَثُوريْ واصْعَدِي
إنّما الأوطانُ أمٌّ أو أبٌ
لا تقل أفٍّ، وأَسْعِدْ تَسْعدِ
لا أرانا الدهرُ يوماً أبيضاً
إنْ تغاضَيْنا بيومٍ أسودِ
ردِّدي أيتها الدنيا هُنا
عهدَ صِدْقٍ، وانشِدينا أنْشِدي
لن ترَى الدنيا وصياً أبَداً
يمَنَ الإيمانِ دُم في سُؤدَدِ