حرص المشروع الرأسمالي الصهيوني على تفكيك الأسر والمجتمعات تحت عنوان جذاب: حماية الحقوق الفردية (الحرية الشخصية)، فرد يفكر في ذاته.. في مصلحته.. في مشاريعه.. في تحقيق أقصى فائدة شخصية، متجردا من فطرة الإنسان السليمة المرتبطة بالعلاقات الإنسانية، التي عرفها الدين: بالإحسان.. المعروف.. الرحمة.
وقد حرصت الرأسمالية على إنتاج هذا الفرد عبر تشويه واستبدال الموروث البشري من عادات وقيم دينية وتقاليد، بالإضافة إلى تفكيك الكيانات التي تنمي هذه العلاقات.. كالدين والهوية وصولاً إلى الأسرة والمجتمع، لأن صناعة مثل هكذا كائن أناني مادي سيسهل التحكم فيه.. وتسميم أفكاره ومعتقداته بالعقائد الشيطانية الصهيونية.
ويمكن ملامسة ذلك في كل أوجه ووسائل الحياة في المجتمعات التي هيمنت عليها السياسات الصهيونية.. حيث تم تقنين الدساتير والاتفاقيات والبروتوكولات الدولية وأدوات التثقيف والإعلام، ومن ذلك الانحطاط أجازت أكثر من 28 دولة ومنها أمريكا زواج المثليين.. حيث تتصدر الولايات المتحدة قائمة 15 دولة للمثليين، ويقدر عددهم بـ15 مليونا بنسبة تصل إلى حوالي 5%، كما تشير بعض التقارير إلى أن حوالي 56% من المواليد في فرنسا و41% من المواليد في أمريكا غير شرعيين.
إن هذا (المسخ البشري) تم تحويله إلى آلة أو ماكينة عمل إنتاجية يعمل كموظف في إقطاعيات أنتجت طبقية مقيتة فيها 8 أشخاص يمتلكون ما يعادل ما تملكه نصف البشرية تحت حماية القوانين والمؤسسات الدولية.
ومن مآلات الأمور الحتمية المرتبطة باستقراء الواقع واستشراف المستقبل والسنن الإلهية.. أن هذا الفرد الذي صنعوه هو من سيفكك هذه المنظومة التي روضته بالماديات والرغبات اللاأخلاقية عندما يفقدها سيقاتل بوحشية، وعندها لن تستطيع الحكومات أو الأنظمة منع حدوث المواجهة الحتمية وستتلاشى الشعارات الزائفة كالديمقراطية والحرية.. وستفقد القدرة على إحياء الدوافع والقيم المجتمعية لدى الفرد.
وهذا المشهد.. قد نراه قريباً في الواقع الأوروبي والغربي وهو ما ينبئ بنهاية الصهيونية الرأسمالية.
* نقلا عن : لا ميديا