لا تستغرب إن قرأت بوستاً فيسبوكياً إعلانياً ممولاً عن فرص عمل شاغرة (بالدولار) لدى مركز فارع المسلمي وماجد المذحجي (مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية). ولا تتعجب إن واجهك بعد البوست السابق مباشرةً منشور رقم مائة للطف الصراري يطالب بحقوق عمله (بالدولار) كرئيس لتحرير موقع «خيوط» التابع لرضية المتوكل ورشيد الفقيه (منظمة «مواطنة»). المركز والمنظمة اللهم لا حسد مدعومان بالدولار، واللهم لا شماتة ممنوعان من الصرف. المركز مع العدوان والمنظمة ضد الرصاص الراجع! وبرغم ذلك فلا أعلم أي أثرٍ للدراسات التي يصدرها المركز ولا للتقارير التي ترفعها المنظمة على واقع اليمنيين السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعسكري؛ اللهم إلا إن كانت النتائج تحسب بما تتقاضاه ميساء شجاع الدين مثلاً مقابل نشر غسيل التحليل الوسخ على حبل «العربي الجديد» الأوسخ، وبما لا يسعك إلا الترحم على الفقيد حميد شحرة؛ أو إن كانت المخرجات تقاس بمقدار بدلات الإنتاج المدولرة لمحرري وكتاب «خيوط».
التقيت بالمسلمي مرة واحدة (على ما أتذكر في عزاء والد صديق مشترك بيننا). وكان (فارع) متحمساً للغاية في مصافحتي ومحادثتي. وأتذكر مراسلاتنا النصية وتوصيفه لي في إحداها بما معناه أني ضمير الصحفي اليمني الصادق ولسان المواطن اليمني البسيط. وانفض مجلس العزاء وجلسة المراسلات ولا ضير من تأكيد خلافي معه، حيث لا خير في توكيد اختلافي عنه، لا رغبةً برحلة إلى استوكهولم ولا رهبةً من غفلةٍ في صنعاء.
أما ماجد المذحجي فلم نتقابل قط، وإن عرفته في البداية كابن مسؤول مؤسسة «السعيد»، وكأحد وجوه قناة «العبرية» في العدوان على اليمن. لا علاقة لي بأمين الغابري وصاحبة (Arabia Felix) بأي محاولة مني للتعرف عليه أكثر. على فكرة، هل تعلمون من يموّل موقع «آرابيا فيلكس» هذا؟! حسناً، فلتسألوا ماجد زايد عن ذلك، فهو أول من روج للموقع وأول من أعلن مغادرته، وهو الأكثر صلة وثقة بالإجابة حتى أكثر من محفوظ الشامي الذي تبادل الردح مع منى صفوان صاحبة الموقع لاحقاً!
بالمناسبة، تعرفت على ماجد ومحفوظ زمن إدارتي لقسم الأخبار (مجازاً) في قناة «اللحظة» (سابقاً). كلاهما مؤدب ومهذب ومجتهد، وإن كان قلم ماجد -الذي صار نجماً فيسبوكياً لامعاً عكس محفوظ الذي لا أعلم أين ألقت به رحلها أم قعشم- قلت وإن كان قلم ماجد أكثر إبداعاً وإمتاعاً وجدلاً. لم يبطح أحدهم وينطح خالد الرويشان كما فعل ماجد، والذي كنتُ أخشى عليه من خوارزميات ماتا في الأناضول إلى أن ضاعف خشيتي إعلانه في منشورٍ على صفحته مغادرة الفيسبوك نهائياً كما كتب بنفسه عن نفسه بذات نفسه وما بين القوسين اقتباس كامل لكلام توشكا بطل فيلم المخرج خالد يوسف «كلمني شكرا».
وبالعودة إلى المدولَرين المذكورِين أعلاه من أصحاب المراكز والمنظمات فلا أعرف عن صاحبة «مواطنة» رضية المتوكل سوى أنها ابنة أحد أبرز سياسيي حزب اتحاد القوى الشعبية، الشهيد الدكتور محمد عبدالملك المتوكل، وأنها زوجة الناشط الحقوقي (دون قوسين) رشيد الفقيه. وأتذكر يوم اتصل بي هذا الأخير قبل سنوات عقب عملية الأمريكيين الإرهابية التي استهدفت يكلا - قيفة بمحافظة البيضاء، طلباً للمساعدة والتنسيق من أجل تمكينه من الوصول إلى المنطقة. وبعد تواصلي مع أحد المشائخ وتوفير وسيلة النقل إلى تلك المنطقة الوعرة والخطرة، وبعد إبلاغي للفقيه بذلك (كنت متحمساً للغاية بدافع إنساني بحت) أغلق رشيد هاتفه وفديت الوجه ذي قفّا، كما يقولون.
ما علينا، فما أردت قوله مجدداً هو: ما الذي يفعله كل هؤلاء وأمثالهم لليمن وبها وفيها؟!!
وما هي الأدوار والوظائف والغايات المنوطة بهكذا منظمات ومؤسسات ومراكز ومنتديات؟!
لا نحرض على أحد، ولا نشوه أحدا، ولا نشكك بأحد، ولا نبتغي من أحد فقط، فليمنحنا أحدهم إجابات وله ولهم المنح!
* نقلا عن : لا ميديا