كَم مَكَّنَ اللَّهُ أَقوَامَاً (بِمَا صَبَرُوا)
وأَهلَكَ اللَّهُ أَقـوَامَـاً (بِـمَا كَفَـرُوا) !
كَمِ اعتَنَى دَائِمَـاً بِالمُؤمِنِينَ، فَمَـا
العَنَـــاءُ إِلَّا فَنَــــاءٌ حِـينَ نَنتَصِـرُ !
سَبحَانَهُ مَن مِنَ الظُلُمَاتِ أَخرَجَنَـا
وجَاعِلِ النَّصرِ مَقـرُونَاً بِمَن نَصَرُوا
سَبحَــانَهُ مِن رَؤُوفٍ بِالعِبَـادِ ومَن
أَشَدُّ مَكرَاً عَلى مَن بِالوَرَى مَكَـرُوا ..
أَتَى (الحُسَينُ) وكُلُّ النَّاسِ ضَامِئَةٌ
كَـأَنَّــهُ مِن سَمَــاوَاتِ العُلَى مَطَـرُ !
هَمَى بِمَـزنِ الهِدَايَةِ مِثلَمَـا نَـزَلَت
بِمَـا...الهَـدَايَـةِ تِـلكَ الآيُ والسِّـوَرُ !
أَتَـى مِن اللَّهِ نَحـــوَ اللَّهِ مُتَّجِهَــاً
وَمَــالَـهُ غَيـرُ إِنقَــاذِ الــوَرَى وَطَـرُ
جَفَت بِلادِي نُجُومُ الأَرضِ وأَنطَفَأَت
وَكَـانَ أَوَّلَ مَــن في لَيلِهَـا ظَهَـرُوا !
وغَـادَرَتهَا الصَّبَـابَةُ أَينَمَـا وُجِـدَت
وقَد تَـرَبَّـعَ فِيـهَـا الهَــــــمُّ والكَـدَرُ
تَـرَنَّحَ السَّوطُ في يُمنَى مُعَـذِّبِهَـا
فَجَاءَ سَوَّاطَ مَن قَتَلُوا وَمَن أَسَرُوا
قَد يُثمِرُ النُّصحُ فِيمَن أَخطَأُوا قِيَمَـاً
ولَيسَ فِيمَن عَلَى أَخطَائِهِم فُطِرُوا !
ولا مَكَـــانَ لِعَفــوٍ عِنـدَ ظَالِمَــــةٍ
ولَيسَ للمَــاءِ بَينَ الرَّملِ مُستَقَـرُ !
أَتَى كَدَعـــوَةِ مَظلُــومٍ بِـلا سَنَـدٍ
وشَعبُنَا كَانَ يَدعُو (مَسَّنِي الضَرَرُ) !
لِيَفثَـــأَ الجُـرحَ عَمَّن أَنَّ مِـن أَلَـمٍ
ويُوغِـرَ الـذَّنبَ عَمَّـن جَـاءَ يَعتَـذِرُ
أَتَى وقَد أَنكَرَت (صَنعَاءُ) صَانِعَهَا
وهَاجَمَت زَرعَهَا القُطعَـانُ والبَقَـرُ !
وأَصبَحَت حَولَنَـا دَارَاً تَضِيقُ بِنَـا
كَـأَنَّ كُـلَّ وَسِيــــعٍ حِينَهَـا وَعِــرُ !
تَكَـــادُ مِـن تَحتِهَـا تَبـدُو مُسَمَّـرَةً
عَلى حَضِيـرةِ جَمـرٍ وهِيَ تَستَعِـرُ
إِذَا تـرَاءَت لِحَـادٍ مِن هَشَــاشَتِهَـا
يَقُولُ: تِلكَ لِـ(سُورِ الصِّينِ) تَفتَقِـرُ !
أَتَى وَ(صَنعَاءُ) مِن صَنَمٍ إِلَى صَنَمٍ
(وُدٌّ وَسُـــوعٌ وَإِصــلَاحٌ ومُؤتَمَـرُ) !
أَتَى وبَعضُ الوَرَى (أَعمَى) بِرُؤيَتِهِ
وكُـلُّنَـا عَـن صِـراطِ اللَّهِ مُنحَـــدِرُ !
إِذَا دَعَونَا فَدَعوَى الجِبسِ دَعوَتُنَـا
ولَيسَ مِمَّن (نَهَوا يَومَاً ولَا أَمَرُوا) !
نَقُـولُ :يَارَبَُ (جَنِّبنَـا القِتَـالَ) بِـهِ
كَـأَنَّنَـا لَيسَ مَن بِقِتَــالِهِم أُمِــرُوا !
ونَقـرَأُ الذِّكـرَ بِالتَّجـويدِ قَـاطِبَــةً
ولَا بِـ(رُبعِ) الذِي نَتـلُـوهُ نَعتَبِـــرُ...!
واللَّهِ مَـا كَـالذِينَ بِـدِينِهِ كَفَــرُوا
إِلَّا الَذِينَ بِدِينِ المُصطَفَى كَفَـرُوا...
ولَـو تَغَيَّـرَتِ الأَهــوَاءُ فِي زَمَنِـي
ولَـو تَغَيَّـرَتِ الأَسمَـــاءُ والصِّــوَرُ !
أَتَى بِهَـديٍ لَوَ انَّ المَـرءَ حَـاطَ بِهِ
لَطَـارَ مِثلُ الصَّوارِيخِ التِي عَبَـرُوا ...
كَالبَرقِ يَلمَـعُ مِن (مَـرَّانَ) مِنصَلُهُ
أَضَاءَ آفَـاقَ مَن ظُلِمُوا ومَن قُهِرُوا
(مُحَمَّدِيُّ الهُدَى)،(عَلَوِي الفِدَا) عَلَمٌ
و(حَاتِمِيُّ الجَـدَا) ،أَخـلاقُـهُ سِـوَرُ !
وحُلمُــهُ مُنتَهَى الأَحـلامِ قَاطِبَــةٌ
لِكُلِّ مَافي الوَرَى مِن حُلمِ، يَختَصِرُ
تَواصَلَت نَفسُـهُ بِاللَّهِ فَا انفَصَـلَت
عَمَّـن سِـواهُ ، فَكَـانَ لِسَعيِــهَا أَثَـرُ
كَانَ التَّقِيَّ الذِي تَقـوَاهُ قَد جَمَعَت
بِـذَاتِهِ ، زَادَ مَن تَابُـوا ومَن ذَكَـرُوا !
كَانَ الرَّحِيمَ الذِي مِن كَـفِّ رَحمَتِهِ
نَـالَ الوَرَى سُؤلَـهُ والنَّمـلُ والشَّجَرُ
كَـانَ الكَرِيمَ الذِي مِن بَعدِ مَقتَلِـهِ
غَـدَا جَمِيـعُ الـوُجُـودِ إِلَيـهِ يَفتَقِـرُ !
تَـرَاهُ بَينَ الصَّحَـابِـةِ مِن تَواضُعِـهِ
لا يُشعِرُ الحَاضِرِينَ بِمَـا بِهِ شَعَـرُوا !
يَـلِينُ عَــزمُ الحِجَــارَةِ مِن تَبَتُّـلِــهِ
وَيُشــرَحُ الصَّـدرُ وَالأَنهَـــارُ تَنفَجِـرُ
كَانَ الرَّفَاقُ كَـ(مَوسَى) في عَقِيدَتِهِم
وكَانَ في عِلمِهِ ، و كَـأَنَّهُ (الخَضِـرُ) !
وحِينَمَـا (اللَّهُ أَكبَرُ) صَـارَ يَـرفَعُهَـا
رَأَيــــتُ كُـلَّ كَبِيــرٍ عِنــدَهُ صَغَـرُوا !
وهَكَذَا مَن رَأُوا الرَّحمَـنَ أَكبَـرَ مَـن
رَأُوُوهُ ،مَا استُعبِـدُوا يَومَاً وَلا قُهِـرُوا
بِـ(مَنهُمُ استُضعِفُوا) نَصَرَ الكِتَابَ ومَن
(سِـوَاهُمُ) في الوَرَى للَّهِ قَد نَصَرُوا ؟!
وكَبَّرُوا ،سَارَعُوا ،بَاعُوا ،وَعُوا ،ثَبَتُـوا
وأَنفَقُـوا ،واتَّقُـوا ،ولِـرَبِّهِم شَكَـــرُوا !
وكَيفَ لا يَنصُـرُ الرَّحمَـنُ نَــاصِـرَهُ
سُبحَــانَـهُ يَبتَـلِينَــا وهُـوَ مُقتَـدِرُ ؟!
والنَّـاسُ تَـزدَادُ إِيمَـانَاً إذَا صَبُـرُوا
والقَلبُ يَـزدَادُ عَزمَـاً حِـينَ يَنكَسِرُ
ولَم يَمُت بَل تَـوزَّعَ في مَسِيرَتِنَـا
لِأَنَّـهُ جَاءَ وَحيَـاً مِن (قُلِ انتَظِروا..) !
مِنكَهفِهِ أَشرَقَت شَمسٌ ومَا غَرَبَت
سِوَى شُمُـوسِ الّذِينَ بِقَتلِـهِ غَــدَرُوا !
أَتَـوا لِيَــــــردُوهُ بِالكُفَّـــارِ قَـاطِبَــةٍ
وجَـــاءَ بِاللَّهِ قَاطِبَـــةٍ فَمَـــا قَـدَرُوا !
مِن حَرفِهِ أُعجِمُوا مِن صَوتِهِ بُكِمُوا
مِن صَمتِهِ أَطرَقُوا مِن سَيفِهِ ذُعِرُوا
مِن حَربِهِ أُهلِكُوا مِن سِلمِـهِ هُلِكُـوا
مِن مَوتِهِ شَكَّكُوا مِن بَعدِ أَن قَبَـرُوا !
وكُـلَّمَـا حَـاوَلُوا أَن يَقطَعُـوهُ نَمَـى
تَــــرَاهُ أَكثَـرَ عَـزمَـاً كُـلَّمَـا كَـثَــرُوا !
:قَضَوا عَلَى (خَطَرٍ).قَالُـوا بِمَقتِـلِهِ
اليَـومَ أَصبَحَ شَعبَـاً ذَالِكَ (الخَطَرُ) !
وكُـلَّمَـا حَــاوَلُوا أَن يُطفِــــؤُهُ بِـهِ
أَضَـاءَ مِن كُلِّ رُوحٍ رُوحُـهُ العَطِـرُ !
يَاسِبـطَ طَـهَ سَتَبقَى أَنتَ مَفخـَرَةً
وهَـل بِغَيرِ رَسُـــولِ اللَّهِ نَفتَخِـرُ ؟!
هَـآانـتَ فِي كُلِّ يَومٍ قَـادِمٌ حَدَثَـاً
وخَصمُكُم كُـلَّ يَـومٍ وهُـوَ يَنتَظِـرُ !
حُسَينُ ،والنَّـاسُ لا تَرقَى إِلَيكَ فَكَمَ
تَـرقَى ،وكَـم غَيرُكَ الأَعدَاءُ تَندَثِـرُ !
فَـلَا أَرَى الرِّبحَ إِلَّا مَـن بِكُم رَبِحُوا
ولَا الخَسَــارَةَ إِلَّا مَن لَكُم خَسِـرُوا !.
..... .....
27/فبراير/2022م.
#الذكرى_السنوية_للشهيد_القائد
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين