لا مقام يعلو فوقَ مقام الشهداء، ولن يحظى بمنزلتهم ومكانتهم عند الله إلَّا مَن اقتفى أثرَهم وواصل طريقَهم القويمَ وسار على نهجهم السليم دون أي تبديل، فالأمة التي لا يكون لديها استعداد للشهادة وبذل التضحية هي أُمَّة حكمت على نفسها بالفناء والموت. ولما للشهادة والشهداء من مكانة ومنزلة عظيمة، ومقام رفيع، جدد شعبنا اليمني حضوره الفاعل في إحياء الذكرى السنوية للشهيد بتدشين الفعاليات الرسمية والشعبيّة وبرامج التكافل الاجتماعي وغيرها، استذكاراً وتمجيداً لعطاء الشهداء وتضحياتهم، ليشق اليمن من وحي هذه المناسبة المجبولة بالعزة والإباء، طريقه نحو كسر حاجز السطوة والترهيب. وفي الصعيد ذاته وبمفهوم الشهادة القرآني يمضي شعبنا اليمني قدماً لاستكمال معركة التحرّر والاستقلال، وفاءً لتضحيات من بذلوا أرواحهم رخيصة ذوداً ودفاعاً عن حياض الدين والوطن.
ليبقى اليمن بلداً ذا عزة وكرامة، محقّقاً كامل استقلاله وسيادته، وفيما ينهض به من مشاريع تحرّرية، في سياسات اليمن الخارجية واستقلالها، أمور لا تنازل عنها ولا مساومة فيها. واختيار أصدقاء اليمن في المنطقة والإقليم وتمييزهم من الأعداء، لهو حق يعود للشعب اليمني فقط دون سواه، وليست أمريكا هي من تحدّد له من يعادي ومن يوالي، وما للشعب اليمني من مرتبات وثروة منهوبة وأرض محتلّة، سيأخذها بالحق أَو بالقوة لا محالة، وهو يدرك جيِّداً ويعي ما يتوجب عليه فعله، بناء على المسؤولية الملقاة على عاتقه، وهو بعون الله مستعد لمواجهة كل التحديات، فلا تستهويه هدنة أَو تخيفه عودة الحرب. والحرب إن عادت فسوف يواجه شعبنا اليمني التصعيد بتصعيد أكبر منه قوة، وأكثر فاعلية من أية مرحلة مضت، وعلى الجميع أن يكونوا على أهبة الاستعداد، سلطةً وشعباً، والحفاظ على الجبهة الداخلية مسؤولية الجميع بالتعاون بين الشعب والمؤسّسات الرسمية والحكومية. ولا يمكن أن يتحسن واقع المؤسّسات الرسمية السيئ والمزري إلَّا بتجاوز عامليها للأنانية وتغليبهم المصالح العامة على مصالحهم الشخصية، والاقتراب من الشعب بخدمته وتلمس همومه وحل مشاكله.
* نقلا عن : لا ميديا