الإنسان بعد أن يقول: الله أكبر، يقف قائمًا، والمطلوب أن تكون في وقوفك، وفي الصلاة كلها خاشعًا، والخشوع أيضًا في شكلية وقوفك أمام الله سبحانه وتعالى، وفي سكونك، وأفضل وقفة خشوع هي الوقفة التي نقف عليها نحن في صلاتنا بإرسال أيدينا.
عندما نتأمل وقفة الوهابيين مثلًا في صلاتهم، هي وقفة أُبَّهة، وكبرياء، ليست وقفة خشوع. يفك رجليه، ويبرز بطنه، ويضم يديه، [ويقْعَل] رأسه، ويقول: [الله أكبر]! الضم أساسًا هو وقفة أبهة، ليست وقفة خشوع، يصلح أن تضم عندما تخطب. لاحظ، جرب أنت من نفسك، عندما تجعل يدك فوق يدك، وأنت تدخل في مجلس، ماذا سيقول الآخرون؟ يعتبرون أنك وقفت وقفة [مِنَخِط]، جرب أن تدخل على ناس في مجلس كهذا، في الباب تقف كوقفة الوهابي في صلاته، وانظر ماذا سيقول الآخرون عندما يرونك؟ [اليوم أنت مِنَخِط يا خبير].
إنها ليست وقفة خشوع، هي وقفة أبَّهة، ووقفة نخيط، تصلح إذا أنت تخطب، إذا أنت تخاطب جماهير، إذا أنت [تِتْحَاول] إذا أنت تريد [تنخط]، تعمل هذه، هي من الآداب في حالة مثلًا الخطاب، من الآداب أن تضع يدك على يدك مثلًا؛ لأن الخطيب المطلوب فيه أن يقف وقفة أبهة أمام الآخرين، أمام الناس، شخصية وهو يخاطبهم. لو يدخل جندي على ضابط بالشكل الذي يكون عليه الوهابي عندما يقف في الصلاة لصفعه في وجهه.
كيف التحية العسكرية للضباط؟ أليست هكذا، إرسال؟ كيف الوقفة لِلعَلَم؟ أليست إرسال؟ كيف الوقفة للنشيد الوطني؟ أليست إرسال؟ تشاهد في التلفزيون عندما تأتي تحية، عندما يعزف النشيد الوطني، أليسوا كلهم يقفون مرسلين؛ لأنها وقفة يعتبرونها وقفة إجلال، وخضوع للنشيد الوطني، الذي يعبر عن الوطن بكل ما يعنيه النشيد، ووقفة للعَلم أيضًا، تكون كل وقفة خشوع، معروف حتى عسكريًا، لا بد أن تكون الإرسال.
الصلاة لا بد أن تكون فيها خاشعًا، فأن تقف وقفة ليست وقفة خشوع أنت لا تفهم الصلاة. نحن نقول: الضم لا أساس له؛ لأنه واقعًا ليس وقفة خشوع، حقيقة ليس وقفة خشوع، ونشاهد، ونلمس من أنفسنا، الجندي يدخل على الضابط في التحية العسكرية، هل العسكري ممكن يضم، ويقف كوقفة الوهابي أمام ربه، يفتح رجليه، ويبرز بطنه، ويضم، [الله أكبر]. هذا ليس خشوعًا؛ ولهذا تجد صلاتهم لا تساوي شيئًا.
الخشوع في الصلاة: سكون، وخضوع أمام الله سبحانه وتعالى؛ لأنك أنت عبد لله، وأنت في مقام وقفة بين يدي الله، ويساعد هذا على ماذا؟ يساعد على أن تستفيد من معاني الصلاة، أن تتفهم أكثر، تذكرك لله سبحانه وتعالى؛ لأن الصلاة من غاياتها بصورة عامة: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} أنا خاشع، وساكن، أنا خاضع، وذليل أمام إلهي، وسيدي، ومولاي، أمام ربي ومالكي.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
أقم الصلاة لذكري
دروس من هدي القرآن
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 1423هـ
اليمن – صعدة
* نقلا عن : موقع أنصار الله