يقول زهير ابن أبي سلمي في معلقته الشهيرة : ِ
وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِـهِ
يَكُـنْ حَمْـدُهُ ذَماً عَلَيْهِ وَيَنْـدَمِ
وَمَنْ يَعْصِ أَطْـرَافَ الزُّجَاجِ فَإِنَّـهُ
يُطِيـعُ العَوَالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْـذَمِ
وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُواً صَدِيقَـهُ
وَمَنْ لَم يُكَـرِّمْ نَفْسَـهُ لَم يُكَـرَّم
عادة ما تتهاوى هيبة الشعوب والدول عندما تدمن حكوماتها الاسترزاق والتقوت من مذابل المتغوطين ، حتي تصبح سلة ترمى عليها بذيء الأقوال والأفعال من أتفه تافهي الكون .
– توقعت كغيري من المراقبين بدهشة لصفقات البيع والشراء بحق الرقيق عفواً الجنود السودانيين بأسواق النخاسة الخليجية ، أن يأتي يوم ما يمد فيه الرعاة الخلجان ألسنتهم على الجندي السوداني الطائش بصحارى اليمن ، وينعتوه بالقاتل المأجور والعبد المأمور و سواد جلده الذي ما برح يشمئز ويهرب منه كهروب الحمر المستنفرة من قسورة ، وهو ما يثير غضب -الزول – السوداني ، فيحاول السعي للانتقام على كرامته المهدورة بكامل إرادته ، وهو بالفعل ما حدث مساء أمس الأول ، فقد أورد موقع “شهارة نت” وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش السوداني والقوات الإماراتية في محافظة تعزة اليمنية أدت إلى مصرع العشرات من الطرفين ، ولفت ذات المصدرً إلى أن الاشتباكات تعود إلى محاولة خروج القوة السودانية من الطوق الإماراتي الذي يتحكم بقيادة المعارك هناك، وتدخله في التفاصيل الصغيرة للجنود السودانيين ما اعتبره الآخرون انتقاصا وتقليلا من قدراتهم وحطا من شأنهم، معتبرين التصرفات الإماراتية لم تعد ندية وأخوية بين الزملاء، بل أصبحت بين القائد الذي يقدم الأموال وأجير يقاتل لقاءها، على حد قوله. وهو كذلك .
ما دفع المحلل السياسي المصري، سامح عسكر للتعليق على الأمر قائلا: “لا أحترم من يهين بلاده في حروب الآخرين، فهو لو انتصر سيُحسَب انتصاره لغيره، ولو هُزِم سيُعاني من هزيمته للأبد”. واختتم سامح تدوينته بتوجيه رسالة للنخاس البشير قائلا: “قولوا للبشير: ماذا جنيت من حربك على اليمن ودفعك السودانيين للهلاك ؟..أي إجابة له غير المال فهي كاذبة ونهايات المرتزقة غالبا تبقى محزنة”.
مع أن بلاده مصر قد قبضت ثمن تأييدها لعاصفة الحزم (كاش) ودون أن تدفع بجندي واحد .
– كفى هوانا ومذلة يا حكومة العار ، فقد شبع الشعب السوداني ذلا وانكسارا بقدرما شبع المواطن اليمني تقتيلا وتدميرا وتجويعا ، وقد آن الأوان لإعادة النظر حول قراركم المتهور الذي بموجبه شارك الجيش السوداني كمرتزقة في عاصفة العربان الذين لا يعترفون حتي بآدمية الجندي السوداني فضلاً عن أن يحترموه كزميل في خنادق حماية أصحاب (العقالات والطرح الحمراء ) .
– أوقفوا العبث بأرواح أبناء السودان واسحبوا القوات المسلحة من مذابح طيران الإمارات ، ولتحترق دول التحالف بما فيها ومن فيها ، فلا الشعب السوداني أكثر إسلاما ورجولة من غيرهم لينفرد بالدفاع عن الحرمين – كما يزعمون – ، ولا السودان أقرب إلى العروبة من بقية الدول العربية غير المشاركة في التحالف .
وإن تبقى بجيشنا الطائش بصحاري اليمن شيء من الفحولة فليتم توفيرها لإستعادة حلايب وشلاتين وغيرها من أراضي السودان المغتصبة .
* كاتب ومحلل سوداني