التملص من تداعيات الحرب العدوانية وآثارها في اليمن أمرٌ مستحيل على دول العدوان دون دفع الثمن لناحية تحقيق كل ما يُنشد من سلام كامل وشامل، سلام تتوِّجه السيادة اليمنية الكاملة، لا سلاما منقوصا بالشكل الذي تسعى دول تحالف العدوان لأن تفرضه في اليمن، وتجرده من كامل السيادة على حركة الملاحة الجوية والبحرية اليمنية، وإبقاءها تحت السيطرة الأمريكية.
الحقيقة هي أن هدنة الستة أشهر الأممية لن تتكرر بالشكل الذي يريده تحالف العدوان في حال ذهبت الأمور نحو التمديد. واليمن ليس ملزماً أبداً بمعالجة أية مشاكل خارج حدوده السياسية، ومن اعتدى عليه إلى داخل حدوده، فقد جاءه من الرد ما يكفيه لكي يعي ويدرك طبيعة كل تلك التحولات غير المتوقعة في الموازين العسكرية والسياسية والاقتصادية، الإقليمية والدولية، ناهيك عن أن ثمة معادلات جديدة، سوف تجد طريقها إلى الميدان عما قريب.
وكما أن للشعب اليمني الحق في أن يطوي صفحة هذه الحرب بالسلام، فمن حقه أيضاً أن يطويها بحرب أكبر منها في حال استمرت دول تحالف العدوان في تعنتها وتسويفها.
ولكي لا تُهدرَ الفرص دون فائدة، وتتسعَ بذلك الهوةُ مع ضيقِ الوقتِ وضيقِ الخِياراتِ أمام تحالفِ العدوان، كان لزاماً عليه أن يعدّلَ سلوكَه، خاصة بعد أن ودعنا عاماً لطالما اتسمَت فيه دول تحالف العدوان بالمناورةِ والمراوحة والوعودِ الكاذبة والفارغة، ما لم فلن يكونَ هذا العام الجديد على دول العدوان كأيٍّ من الأعوامِ الماضية، والقادم عليها لن يكون معهوداً ولا مسبوقاً بعون الله، وسوف تكون النتائج الحتمية على دول العدوان جراء إهدارها للفرص وتضييع الوقت وخيمة جداً، أو ربما على المنطقة بكلها.
لذا فلا مناص أبداً من استعادة شعبنا اليمني كامل حقوقه المسلوبة، كمحور رئيس في تحقيق السلام العادل والشامل، كون مطالب صنعاء تعد خيارات شعب بأكمله، لا خيارات حزب معين أو طائفة أو جماعة معينة. لذلك لا يزالُ أمام دول تحالف العدوانِ فرصةٌ لإثباتِ جديتِها في الذهابِ نحو السلام، بالإذعان لمطالبِ الشعبِ اليمني المعروفةِ والمعلَنة، بدءاً بصرف مرتبات كامل موظفي الدولة، ووقف العدوان كلياً وإنهاء الحصار، والسماحِ بدخولِ كامل المُعداتِ والآلياتِ اللازمةِ والتشغيلية لميناءِ الحديدة.
أما في حال توقف شريان اليمن، بفعل تحالف العدوان، فإنَّ اليمنيينَ معنيّونَ وقادرون على قلب الأمور رأساً على عقب، في المنطقة بكلها، وليس فقط في الخليج، وهذا من بوّابةِ الدفاعِ بالرد بعون الله وتأييده.
* نقلا عن : لا ميديا