تحرَّكْتَ بالقرآنِ والكونُ مُظلمٌ
وأُمَّتُنا حيرى وواقعُنا مُرُّ
وثُرْتَ جهاديًّا تقودُ مسيرةً
فأشرقَ في الدنيا على يدِك الفجرُ
إلى الله تدعونا وتحملُ همَّنا
تمرُّ بنا مِنْ حيثُ رُسلُ الهدى مرُّوا
حملتَ كتابَ الله مشروعَه الذي
تلقَّاهُ عنْ ربِّ السما جدُّك الطُّهرُ
إلى أمةٍ في التِّيهِ لمْ يبقَ للهُدى
وأعلامِه - يا سيِّدِي - عندَها سِعْرُ
إلى أمةٍ عمياءَ توحشُ صبحها
وتأنسُ بالظلماءِ في سمعِها وَقْرُ
جماداً رماها اليأسُ حتَّى كأنها
لطولِ مداها في تجمِّدِها صخرُ
مدجنة تستمنح السلم خصمها
وفي يدها بطش وفي رجلها سير
قد انبطحتْ حتى مشى فوقَها الثَّرَى
وذلَّتْ إلى أنْ ملَّ مِنْ ذعرِها الذعرُ
يشردها قرد ويهتك عرضها
خنازير أمريكا ويهزمها الذر
وقد بعدت عن ربها ونبيها
فإسلامها إسم وقرآنها حِبْر
وحكامها شر الدوابّ وكلهم
عبيد لأمريكا فما فيهم حر
أسود علينا يُظهرون شجاعة
وكل هصور منهم عندها هر
وكل سمو عندنا أو فخامة
لدى أمريكا صاغر طوله شبر
عبيد يرون العز محض ولائها
فهم نسخة منها وليس لهم قدر
يرونَ عصاها وهي قش غليظةً
وما لعصا الجبَّارِ عندَهُمُ ذِكْرُ
وقد سلَّموها كلَّ شيءٍ فأصبحتْ
هويتُنا تُحتلُّ والأرضُ والفِكرُ
وصار كتاب الله خلف ظهورنا
ومشروع أمريكا له عندنا نشر
فلمَّا دجَى ليلُ الضلالة ههنا
وأرهقنا الطاغوتِ واستفحلَ الشرُّ
أتى اللهُ بالإنقاذِ من صفوةِ الهُدَى
وجئتَ إلى الدنيا كما طلعَ الفجرُ
قرينًا مع القرآنِ جسَّدتَ هديَهُ
على الأرضِ فاخضرَّتْ به مُهَجٌ قُفْرُ
ولمْ تَنْحَصِرْ في مذهبٍ أو سلالةٍ
ولم ينغلق حِزبٌ ولا قُطْرُ
ولمْ تتحنَّطْ في قضايا صغيرة
تَحَنَّطَ في أحْجامِها البدو والحَضْرُ
ولكنْ تجاوزْتَ الحواجزَ كلَّها
إلى عَالَمِ القُرْآنِ، هذا هو السرُّ
فَكُنْتَ بِحَقٍّ عَالَمِيًّا بِحَجْمِهِ
تنادي كما نادتْ إلى رَبِّها النُّذْرُ
كشفت به خبث اليه..ود ومكرهم
وقد خدعوا الدنيا وقد نفذ المكر
وبينت بالقرآن حلا ومخرجا
لأمتنا إذ خيم الواقع المر
سبقت الى الخيرات والسبق حكمة
وكنت جديرا أن يصاحبك الخير
وما أنت الا نعمة من إلهنا
على أمة الإسلام فالحمد والشكر
تدفقت في الدنيا عطاء ورحمة
وبرا وإحسانا وذاك هو الفخر
وأشرقت في الأجيال هديا وثورة
ولا غرو إن أشرقت والدك البدر
وكنت عزيزا حين ذلت رقابنا
وكنت أبيا حين أخضعنا الجور
وقدمت هدي الله تصنعنا به
رجالا على أيديهم يصنع النصر
فأصبح رقما كل من حمل الهدى
وما كان يدري قبلها أنه صفر
وهذا سبيل الله أرشدتنا له
فكل سبيل غيره مظلم وعر
صدعت بقول الحق والكل ساكت
وما لسكوت الذل في ديننا عذر
وأقبلتَ كرَّارًا على الكفرِ حينما
رأيتَ بني الإسلامِ من وجهه فرُّوا
وموتا "لأمر..يكا" صرختَ ومثلها
الى وجه "إس..رائ..يلَ" فليسقطِ الكبرُ
فأصبحَ للقرآنِ في الأرضِ موقف
تجلَّت به الأحداثُ وافتضحَ الكفرُ
هنالك جدَّ الجدُّ إذْ شعشعَ الهُدَى
وضاقَ ب"أمريكا" وأذنابِها الأمرُ
وعنْ أمرِ "أمريكا" ومِنْ أجلِ عينِها
تحرَّك أذنابُ النفاقِ وهمْ كُثْرُ
لمعركة بين الضلالة والهدى
فمن ههنا رجس ومن ههنا طهر
وتحتَ عناوينٍ من الزيفِ طالما
بها استُهدفَ القرآنُ والموقفُ الحرُّ
وكم نبح الإعلام زورا وكم عوت
إشاعات أمريكا وأصواتها النكر
فقالوا نبيٌّ يدعيها وساحر
وذو جِنَّةٍ مِنْ سحرِهِ مَسَّهُ الضُّرُّ
وحاشاك لا هذا ولا ذاك إنّما
بوعيِك قد أبطلتَ ما أفِكَ السِّحْرُ
وكمْ سجّنوا كمْ قتّلوا كمْ تهددوا
فلا القتلُ أجداهمْ ولا نفعَ الأَسْرُ
صنعْتَ رجالًا أعجزوا الأسر والرَّدَى
فأموالهمْ بذلٌ وأرواحُهمْ نَذْرُ
رجالٌ تهاوَى القيدُ يأسا لديهمُ
فقاموا وخرَّ الموتُ ذلًّا فما خرُّوا
وجائت قوى الطاغوت من كل وجهة
الى كربلا مران يحشدها الحمر
وكانوا يرون الأمر سهلا وإنما
يقولون الا ساعة وانتهى البدر
فألفوك ليثا حيدريا لدى الوغى
لك العزة الشماء والفتكة البكر
فلم تتضعضعْ من صواريخِ قصفِهمْ
ولا أرْعَبَتْكَ الميجُ والأدرعُ السُّمرُ
وكانت تهزُّ الشُمَّ قصفًا وأنتَ في
ثباتٍ يواسي الشُّمَّ إنْ فدح الأمْرُ
بقوة إيمان تخر له الذرى
ويسجد إجلالا لهيبته الشعر
وما كان نَصفًا أنْ تواجِهَ أمةً
قد انسدَّ منها الأفقُ وامتلأَ البَرُّ
وأنتَ وحيدٌ غيرَ أنَّك أمةٌ
بها اعترفَ الميدانُ والكَرُّ والفَرُّ
وهيهات منك الذل يا بن محمد
وفيك إباء دونه يُقهَرُ القهرُ
رأوا فيك سيماء الحسين فأقبلوا
بألف يزيد كل أفعالهم وزر
وفي كربلا مران يوم كيومها
جثت عنده الأيام وارتجف الدهر
تعانق فيه السبط بالسبط منهجا
وشمر من يوم السقيف له شمر
فذاك حسين الطف قد جاء بالهدى
وأنت حسين العصر لو أنصف العصر
تفانيتَ في نصرِ الإلهِ ودينَهِ
وقاتلتَ حتى ضُرِّجَ الصَّدرُ والنَّحْرُ
أُخِذْتَ جريحًا بعدَ عهدٍ وذمة
وميثاقُهُمْ غدرٌ وذِمَّتُهمْ خَفْرُ
فصبُّوا عليكَ النَّارَ مِنْ كلِّ بندقٍ
وزُف"لأمريكا" بمصرعِكَ البِشْرُ
هنالك ظَلَّ الصَّبْرُ يَلْطِمُ خَدَّهُ
وحُقَّ لعمر الله - أنْ يجزعَ الصَّبْرُ
على قدرِ هذا الظلمِ خابوا وأُخسروا
وفُزْتَ بها نصرًا وما فاتَكَ النَّصْرُ
ورثَّتْ الثيابَ الحُمْرِ عن كلِّ كابِرٍ
كذاك أُبَاةُ الضَّيْمِ أثوابُهمْ حُمْرُ
أرادوك أنْ تفنى فعشتَ مُخَلَّدًا
وشاؤوا بأنْ تُطوَى فكانَ لكَ النَّشْرُ
وأَخْفَوْكَ بعدَ القتلِ في السجنِ حُقْبَة
وقَبْرُكَ مسجونٌ وتربتُهُ عِطْرُ
ولو كُنْتَ مَيْتًا ما اعْتُقِلْتَ وإنَّما
حَيِيْتَ وَهُمْ - والله – ماتوا ولم يدْرُوا
فما انتصروا يوما عليك وإنما
هو النصر للإسلام مهما طغى الكفر
وها أنت قد أصبحْتَ في الأرضِ أُمَّةً
تُجاهِدُ "أمريكا" وَلَمْ يُثْنِكَ المَكْرُ
كأنَّكَ مِنْ آياتِ ربِّكَ سورة
بها قُرِنَ القرآنُ وارتبط الذكر
هنيئًا فما فوقَ الشهادةِ رتبة
ولا فوق خُسرانِ الألى أجرموا خُسْرُ
سأبكيكَ لكنْ مِنْ محاجرِ خَارِق
وجَذْوَةِ شَبَّابٍ بها يُدْرَكُ الوِتْرُ
وأنْدُبُ لكنْ صرخةً بعدَ صرخةٍ
هتافاتُها شُهْبٌ وأحرُفُها جَمْرُ
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين