الأمريكيون والصهاينة وعملاؤهم الذين يقاتلون في صفهم يرتبكون أبشع الانتهاكات الإنسانية، ثم يأتي ليتحدث معك عن حقوق الإنسان، وهم أكبر قاتل للنساء، ورصيدهم في قتل ملايين النساء معروف، ثم يتحدثون عن حقوق المرأة.
عندما تحَرّك السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه” لم يكن تحَرّكه عبثاً، أَو بدوافع نفعية شخصية، أَو فئوية طائفية، بل كان تحَرُّكًا إيمانيًّا ومسؤولًا، أمام متطلبات المرحلة وبما يقتضيه الواقع آنذاك بكل ما يحمل من تحديات وأخطار تتربص شراً بالأمة الإسلامية من قِبل أعدائها.
ولذلك فنحن اليوم عندما نعود بالذاكرة إلى تلك المرحلة الحساسة والخطيرة، والتي تحَرّك منها الشهيد القائد “رضوان الله عليه” ندرك جيِّدًا ونعي أهميّة المشروع القرآني الذي تحَرّك فيه الشهيد القائد “رضوان الله عليه” وعمل على تأسيسه وسعى من خلاله في استنهاض الأُمَّــة الإسلامية والدفع بها نحو القيام بمسؤولياتها وواجباتها أمام ربها ودينها وأرضها، وندرك أَيْـضاً القيمة العظيمة لهذا الموقف والخيار الذي اتجه فيه السيد حسين بدرالدين الحوثي “رضوان الله عليه” في مواجهة التحديات الكبيرة والخطيرة التي واجهها ونواجهها نحن اليوم.
مثلت مرحلة ما بعد أحداث 11 سبتمبر مسار تحَرّكًا وسعيًا دؤوبًا للعدو نحو إحكام سيطرته التامة علينا كمسلمين في مختلف البلدان الإسلامية.
وأمام تلك الهجمة الخطيرة جِـدًّا والكبيرة على الأُمَّــة الإسلامية، في ذروة التفكك الداخلي لديها، كان لا بد من تحديد المواقف والخيارات، والتحلي بالمسؤولية والتعامل بجدية، وهذا للأسف الشديد ما غاب كليًّا عن الكثير من أبناء الأُمَّــة، ممن اختاروا تبني مواقف الطاعة لأمريكا وأذنابها في المنطقة العربية.
أتى السيد حسين وحدّد الخيار وتبنى الموقف القرآني، وانطلق على أَسَاس القرآن الكريم ووفق توجيهاته، واعتمد عليه في بناء موقفه من أعداء الله، وقدم “رضوان الله عليه” في سبيل ذلك أكثر من مِئة درس ومحاضرة تضمنت الكثير من التفاصيل المتعلقة بالخيار والموقف القرآني، واتجهت نحو كُـلّ المجالات، التي لها ارتباط بكل ما تحتاج إليه الأُمَّــة في تبني المواقف من أعداء الله وأعدائها، على كافة المستويات، وهذا ما تميز به خيار الشهيد القائد في موقفه من الأعداء، عن غيره من المواقف المناهضة للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، المبنية على أَسَاس العناوين والمنطلقات المختلفة، الوطنية منها والقومية وغيرها، لذلك وجدنا كيف سقط أصحاب تلك المواقف، ممن كانوا يعتبرون أنفسهم عباقرة، وقدموا لنا أنفسهم ومواقفهم على أَسَاس الاستغناء عن القرآن الكريم والهداية الإلهية، واعتمدوا فقط على تنظيراتهم وقراءاتهم الشخصية للمواقف والأحداث والتحديات، ورأينا أَيْـضاً كيف أنهم غابوا عن الساحة الإسلامية، بعد أن فشلوا في تقديم الرؤية الصحيحة للأُمَّـة في مواجهة أعدائها، فأصابهم اليأس والإحباط والإفلاس والعجز والتيه.
* نقلا عن : المسيرة