أنا، وأنتَ، وصنعا، أيُّها العَلَمُ
ثلاثةٌ نازعتْنا صُبحَنا الظُّلَمُ
ثلاثةٌ حاصرتْنا الحربُ ظالمةً
لكنّنا رغم هذا الجرح نلتئمُ
ثلاثةٌ لم نجد مأوى ولا وطناً
ضاقتْ بنا وعلينا العربُ والعجمُ
جرّبتُ كلَّ المنافي لم أجد وطناً
إلاكَ يا وطني يبكي ويبتسمُ
حملتُ كلّ جراحاتي على كتفي
فما انحنيتُ ولا زلّتْ بيَ القدمُ
تغرّبتْ داخلي الأوطانُ أجمعُها
فحيثُما سرتُ سارت داخلي أُمَمُ
والله يا وطني: في كل معركةٍ
أنا الذي أتلقّاها وأنهزمُ
لقد منحتُكَ مافي القلب من فرحٍ
وليس لي فيك إلا الحزنُ والألمُ
أنا صداكَ الذي حدّثتَهُ زَمنًا
وكنتُ ظِلّكَ أيضاً حين ترتسمُ
فكيف تُنكِرُ وجهي الآن يا وطني؟!
أبعدَ أن شيّباهُ الحزنُ والألمُ
وكيف تهربُ منّي حين أهربُ من
خوفي إليك وأنت البيتُ والحرمُ؟!
شيّبتَني بك حتى فاتني زمني
ولا تزال صبيّاً أيها الهَرِمُ!
ملأتني بك حتى فاض بي وجعي
فموجُك الآن في جنبيّ يلتطمُ
مزجتني بك روحاً كنتُ أو جسداً
فأنت بي في كلا الحالينِ ملتحمُ
فكيف تطلبُ منّي أن أكفَّ فمي
وما القصيدةُ إلا كلمةٌ وفمُ؟!
لا ذنب للشاعر المنفيّ غير صدى
قصائدٍ قالها، أو خطّها القلمُ
فمَن أخاصمُ يا أُمّي ويا بلدي
ومَن أقاضي "وأنتِ الخصمُ والحكمُ؟!!!
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين