بامتيَاز ومع مرتبة البطولة والشرف ها هي اليمن تجتاز عامها الثامن عدوان بنجاحٍ تام رغم صعوبة الظروف وعناء المرحلة وبصورة تستحق أن يقف لها العالم كله إجلالاً وتقديراً واحتراما.
لقد قلنا لهم منذ البداية وبكل صراحةٍ ووضوح أنها لن تكون نزهةً أَو رحلة صيد…
وقلنا لهم أَيْـضاً أنهم، نعم، قد يهزموننا في ميادين كرة القدم وماراثونات العدوّ والجري، أما ميادين القتال، فنحن أسيادها وأهلها على مر التاريخ،
فلم يصدقونا…
اسألوهم…
كيف وجدونا اليوم بعد ثمانية أحوال كاملة؟!
وهل وجدوها فسحةً ونزهة كما كانوا يظنون بالأمس؟!
أم ماذا يا ترى؟!
نعم.. تعرضنا للقصف والقتل والتدمير والحصار والتجويع المنظم و…
فهل فتَّ ذلك كله من عضدنا أَو أوهن من عزائمنا وإصرارنا على التحدي والصمود شيئا؟!
في الحقيقة لقد أرادوه (السادس والعشرين من آذار) أن يكون يوماً (سعوديّاً) يتذاكرون فيه (أيام) هزيمتنا وإخضاعنا وإذلالنا وقهرنا، فأحلناه يوماً (يمنياً) بامتيَاز!
أحلناه عيداً وطنياً خالداً سنظل نحتفل به كُـلّ عامٍ بذكرى انتصاراتنا وانعتاقنا وتحرّرنا الكامل من التبعية البغيضة والارتهان للأجنبي وتأكيد حقنا الكامل في الكرامة والاستقلال والسيادة على أرضنا المعطاءة الكريمة، فلا السعوديّة ولا إيران ولا أمريكا ولا أي أحد بعد اليوم يمتلك حق الوصاية على شعبنا ووطننا أو التدخل في شئونه أَو تقرير مصيره!
لقد أرادوه أَيْـضاً أن يكون يوماً استعراضياً أمام عدوهم المصطنع: إيران، يُظهِرون من خلاله المدى الذي وصل إليه مخزونهم الضخم من الآلة العسكرية الحديثة وحجم النفوذ واللوبي الدوليين الذين يمتلكونه ويتمتعون به بفعل ضخهم للأموال الضخمة وتقديمهم الرشا على مستوى الدول والمنظمات الدولية والافراد،
أرادوه كذلك ولكن على حساب من؟!
أعلى حساب إيران؟!
لقد أرادوه للأسف الشديد أن يكون على حساب أمن وسلامة واستقرار جارتهم اليمن وشعبها العظيم غروراً منهم وظناً أن هذا الطريق هو الأقصر والأسهل لإرعاب وإخافة إيران، فهل كان لهم ما أرادوه؟!
في حقيقة الأمر لقد تحطمت جميع طموحاتهم الجوفاء هذه على صخرة الصمود والبطولة اليمنية الصلبة وتلاشت أحلامهم وأمانيهم وذهبت أدراج الرياح، فأصبح هذا اليوم (السادس والعشرين من آذار 2015) هو اليوم الذي بذر فيه السعوديّون وأعراب الخليج بذرة زوالهم الأولى وسقوط إمبراطورياتهم الكرتونية الواهية!
نعم مضت ثَمَانِي سَنَوَاتٍ كاملة من القصف والقتل والعدوان والحصار على الشعب اليمني وما حملته وخلفته من مآسىٍ وغَبنٍ وظلم، لكنها وبرغم ذلك كانت مقياساً ومعياراً حقيقيًّا لمعرفة من هو الطرف الأشد بأساً وأكثر قوةً وأعظم نفيرا: السعوديّة وحلفاءها أم اليمن العظيم؟!
فمن أراد أن يعرف ذلك فلينظر إلى أول ظهورٍ للعسيري في يوم العدوان الأول وحالة الغرور والانتشاء والصرامة التي كانت بارزةً عليه وبين آخر ظهور له ولمن خلَفَه من بعده وإلى أي مدىً برزت عليهم حالة الإحباط والانهيار المعنوي والنفسي وكيف أن منسوب الثقة والغرور لديهم قد تدنى شيئاً فشيئاً على مدى الثمانية الأعوام الماضية حتى وصل إلى نقطة التخبط الصفرية.
عندها فقط سيعرف الفرق بكل سهولة!
هكذا وبكل إصرار وثباتٍ وصبرٍ وإصرار على النصر تتأهب اليمن وشعبها العظيم اليوم لدخول سنتها التاسعة–عدوان، والتي بلا شك ستكون سنة الحسم ودخول مرحلةٍ جديدةٍ من التحرّر والانعتاق والبناء.
فهنيئاً لها ولشعبها اليمني العظيم هذا الإنجاز الذي سيسطره التاريخ بأحرفٍ من نور.
عاشت اليمن واحدة موحدة وعاش شعبنا اليمني العظيم والمجد والخلود لكل شهداءنا العظام والشفاء لجرحانا، ولا نامت أعين الجبناء.