في ساعات العصر من أول يوم في رمضان، تم استقبال هذا الشهر الكريم بخمس معارك حامية الوطيس في حينا الجميل.
كانت الأجواء مكهربة، والتوترات على أشدها، فمن عاداتنا وتقاليدنا أن نشعر بالغضب والتوتر أثناء الصيام، والنتيجة شجار بعد شجار، ومعركة تلو أخرى.
كانت الاشتباكات والمعارك شديدة حتى عجزت دورية الشرطة المتواجدة هناك عن فضها، وتطلب الأمر حشوداً من المفارعين والمصلحين.
هذه المعارك الخمس كانت في حارتنا فقط، ولا شك أن السيناريو نفسه تكرر في بقية الحارات والأحياء وهكذا في كل عام، لا يمكن أن يمضي نهار واحد من “رمضان” بسلام دون هذه المشاكل والشجارات العنيفة.
الموضوع عجيب فعلاً..
لا أدري ما علاقة الصيام بالغضب والانفعال؟! ولماذا يرغب الصائم أن يفطر بكل من حوله؟
تقول له أي كلمة فيرد عليك: لا تخليني أفطر بك.
طبعاً، هذه الخلافات والنزاعات لا تحدث في الشارع فقط، بل حتى على مستوى الأسرة والبيت الواحد، لدرجة أن الزوجة اليمنية لا تجرؤ على مخاطبة زوجها في نهار رمضان.
فهي تعلم أنه قنبلة موقوتة، وبمجرد أن تطلب منه شيئاً سينفجر بوجهها، لذلك فإنها تتحاشى المشاكل وتتركه لينفجر في الخارج.
هكذا أصبح واقعنا بالفعل.. حولنا “رمضان” من شهر التراحم والتكافل والتسامح إلى موسم للتنازع والتناحر.
استمعنا قبل أربعة أيام إلى المحاضرة الرمضانية الأولى، والتي تحدث فيها سيد الثورة عن مكانة هذا الشهر الفضيل وأهميته بالنسبة لنا، كفرصة للتقرب إلى الله وتعويد النفس على حالة التقوى.
ومما شدد عليه السيد القائد أن الغاية من هذا الشهر هي غاية “تربوية”.
الغاية التربوية تشمل كل شيء.. نربي أنفسنا على الصبر والتسامح ومكارم الأخلاق، نحاول أن نكظم غيظنا تجاه أي إساءة أو استفزاز، لكي لا نخسر الأجر العظيم ويذهب صيامنا سدى.
طبعاً، أنا لست ملاكاً، وفي الحقيقة أعترف لكم بأنني كنت طرفاً في واحدة من تلك المعارك الخمس، لكنني أتحدث من باب النصيحة لنفسي وللآخرين.. وسلامتكم.
* نقلا عن : لا ميديا