ماذا تبقّى لكم يا إخوةَ البلَدِ؟!
لقد أطلتم علينا غُربةَ الأمدِ
عودوا إلى أُمّكمْ صنعاء أجمعكم
فإنّ صنعاءَ لم تُغْلَقْ على أَحَدِ
وإنّ صنعاءَ حتى الآن مُشْرَعَةٌ
أبوابُها دون حُرّاسٍ ولا عُمُدِ
مدّتْ لكم يدَها من دون واسطةٍ
فصافحوها وضمّوها يداً بيدِ
فمنذُ تسعُ سنينٍ وهي ترقبُكم
كما تراقبُ أُمٌّ عودةَ الوَلدِ
في كلّ يومٍ توافيكم رسائلُها
حتى تعودوا إلى الإيمانِ والرّشَدِ
لكنْ تصمّونَ آذاناً وٲفئدةً
وتنظرون بطرفٍ فاضَ بالرّمَدِ
كأنّما الحربُ أغوتْكم بفتنتِها
نقداً وألقتْ عليكم حبلَها المسدي
ماذا تبقّى لكم من بعدما اتّضحَتْ
كلُّ الحقائقِ وانحلّتْ كما العُقَدِ؟!
ماذا تبقّى لكم من بعدما قُصِفَتْ
وأُمطِرَتْ بصواريخٍ بلا عددِ؟!
ماذا تبقّى لكم من بعدما صَمدَتْ
ومدّها اللهُ بالإيمانِ والجَلَدِ؟!
ماذا تبقّى لكم من بعدما خُذِلَتْ
وحُوصِرَتْ وحدَها من دونما سَندِ؟!
ماذا تبقى لكم من بعدما انتصرتْ
على الأعادي بعونِ الواحدِ الصّمَدِ؟
ماذا تبقى لكم من بعدما بطشتْ
بكلّ من طَمِعوا في خيرِها الرّغِدِ؟
ماذا تبقى لكم من بعدما فتحتْ
أحضانَها رغم مافيها من الكَمدِ؟
ورغم ما كان من حُزْنٍ ومن ألمٍ
ورغم ما كان من فَقْدٍ ومن سَهدِ
جاءتْ تعانقُكم حرّاءَ قائلةً:
أهلاً وسهلاً بكم يا فلذةَ الكَبدِ
أهلاً بمَن عادَ محفوفاً بتوبتهِ
وسامحَ اللهُ مَن للآن لم يَعُدِ
فأكرموها وبرّوها بعودتِكم
وعانقوها عناقَ الرّوحِ للجسدِ
واستسمحوا عذرها عن كلّ طائرةٍ
صبّتْ عليها الأسى والموتَ كالبَرَدِ
ولا تخافوا طريقُ الحقِّ آمنةٌ
وبابُ صنعاءَ مفتوحٌ إلى الأبدِ
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين