الأعداء أنواع كثيرة، فمنهم ما هو ظاهر وهو الذي تستطيع ان تواجهه وتقاومه، وهو الذي يوجه سلاحه اليك، ليقتلك أو يدمر بلدك بطيرانه وصواريخه ومدافعه ودباباته، كما هو حاصل لشعبنا اليمني العظيم منذ ثلاثة أعوام، الذي يتعرض لأبشع عدوان واكبر إجرام من قبل تحالف القتل العربي بقيادة مملكة القتل والإرهاب السعودي.
والنوع الآخر من الأعداء هو النوع الخفي والذي لا يقل فتكا وإجراما من العدو الأول، فهو يقتلك ويدمر بلدك، وينهب ثرواتك، ويحطم مستقبل الأجيال القادمة، وهذا هو الفساد، العدو الأكبر للشعوب والدول الذي يدمر المجتمعات ويحطم الدول، ومحاربته من أوجب الواجبات، بل ان محاربته فرض واجب على كل مواطن وكل من مكانه وموقعه.
فالفساد سرطان خبيث ينتشر بسرعة لينهش مؤسسات ودوائر الدولة ويدمرها تدميرا كليا.
والفساد أنواع منها الفساد الأخلاقي والتربوي الذي بتنا نراه في مجتمعنا اليمني، وكذلك الفساد التعليمي والفساد الإداري والفساد المالي وغير ذلك من أنواع الفساد.
فبلادنا اليمن في ظل ما تتعرض له من عدوان وحرب وحصار جعلها تمر بأسوأ كارثة إنسانية في تاريخها، وشعبنا يخوض معركة العزة والكرامة ويقدم قوافل من الشهداء وانهاراً من الدماء يوميا، في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض والشرف، حتى تحقيق النصر الكامل والشامل على اعدائنا تحالف قرن الشيطان، فإننا مطالبون كذلك بخوض معركة بناء دولة المؤسسات والقانون، وذلك بمحاربتنا للفساد والفاسدين اينما وجودوا، ومن أين ما كانوا، وهذه المعركة لا تقل أهمية عن معركة مواجهة تحالف العدوان في جبهات القتال.
فما تمر به البلاد من وضع اقتصادي صعب للغاية وانعدام للموارد وعدم قدرة الدولة على دفع مرتبات الموظفين، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، والمشتقات النفطية، والتي أصبح المواطن المسكين لا يقدر على سد رمق أفراد أسرته، فيجب على حكومة الإنقاذ القيام بواجبها، ومحاربة الفاسدين تجار الحروب، فأسعار المشتقات النفطية كل يوم وهي في تزايد فسعر الدبة البترول والديزل عبوة 20 لتر
اً فوق 7000 ريال، وسعر الدبة الغاز 5000 ريال، فأين الرقابة على الأسعار ؟
أين دور شركتي النفط والغاز؟
ففارق الأسعار يذهب الى جيوب هوامير النفط والغاز والذين لا يزيد عددهم عن عدد أصابع اليد.
وللأسف ان أكثر المستوردين للنفط والغاز، هم ممن يقطنون فنادق الرياض ودبي، وهم من يقفون في صف العدوان، هم من يحاربوننا بالسلاح، وكذلك بالمال، وهؤلاء هم من زرعهم عدونا منذ فترة طويلة، في مفاصل ومؤسسات الدولة بهدف ابقاء اليمن دولة فقيرة وضعيفة اقتصاديا وسياسيا، وتدمير أخلاقنا وقيمنا التي تعتبر من مقومات وركائز الشعب اليمني العظيم.
ارحموا المواطن المسكين الذي لا يجد قوت يومه!
ارحموا المواطن الذي يقاتل في جبهات العزة والكرامة، وأفراد أسرته يموتون جوعا، وهوامير الفساد يحصدون المليارات من قوت الشعب.
يجب محاربة الفساد المالي والإداري الذي ينهش مؤسسات ودوائر الحكومة، فهذا الفساد له سنوات طويلة وهو فساد منظم، يجب محاكمة الفاسدين وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع، يجب تعديل بعض القوانين التي تحمي الفاسدين الكبار أصحاب المناصب العليا، يجب ان يكون الجميع متساوين أمام القضاء، فلا يوجد احد فوق القانون، يجب الابتعاد عن ثقافة المحسوبية والنزعة الحزبية في التوظيف والترقيات والمكافآت، فالوطن اليوم محتاج أكثر من ذي قبل للناس الوطنيين الشرفاء المخلصين الذين يعملون على خدمة الشعب .
فالمسؤول والموظف هو خادم للشعب وجد في منصبه من اجل الشعب الذي صمد وضحى امام العدوان طيلة الثلاث السنوات ومستعد ان يصمد ويستبسل حتى تحقيق النصر.
يجب تفعيل أجهزة الرقابة والمحاسبة والقضاء لمحاربة الفساد والفاسدين، واذا تطلب الأمر تكون هناك محكمة متخصصة في محاربة الفساد والفاسدين بأسرع وقت وبدون تأخر، إذا لم تكن موجودة هذه المحكمة من قبل .
متى سنرى ونسمع عن محاكمة فاسد من الدرجات العليا؟.
فإذا لم نحاكمهم الآن في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد فمتى سنحاكمهم وقد ربما لا تتم محاكمتهم أبدا.
يجب الابتعاد عن المجاملات في التعيينات، وكذلك الابتعاد عن ثقافة الانتقام وتصفية الحسابات، يجب العمل كل من موقعه وبحسب الصلاحية الممنوحة له في القانون، يجب تطبيق النظام على الجميع، وتحصيل الموارد المتاحة وإيداعها في خزينة الدولة، يجب دمج بعض الوزارت مع بعض فلا داعٍ لكثرة الوزارت والتي تثقل كاهل الدولة من ميزانيات تشغيل واعتمادات وغيرها من الصرفيات .
فمحاربة الفساد مسؤولية مشتركة بين الشعب والحكومة، ابتداء من البيت والمدرسة والجامع والصحيفة والإذاعة والتلفزيون وأجهزة الرقابة والقضاء وباقي مؤسسات ودوائر وأجهزة الدولة.
فالأوطان التي لا يوجد فيها قضاء عادل ومستقل، ولا يخضع مسؤولوها للقانون، ولا تتم محاكمة فاسديها، لا تنهض ولا ترتقي إلى مصاف الدول المتقدمة.
وعاش اليمن حراً أبياً، والخزي والعار للخونة والعملاء.