من المؤسف حقاً أن تصبحَ الجماعاتُ التكفيرية (داعش والقاعدة) ورقةً من أوراق الصراع في عدن؛ لتستخدمَها دول الاحتلال كأدوات تنفيذية ضمن أجندتها في إنتاج الفوضى وَاللااستقرار وتعزيز الصراعات واستمرارها فيما بين مرتزقتها في عدن في إطار مُخَطّطها لإنتاج اللادولة والتي في ظلها تتمكن من الاستمرار في تحقيق اطماعها من السيطرة على المواقع الاستراتيجية والمواقع النفطية.
وبقدر إدانتنا لمثل هذه الجرائم البشعة وإدانة استخدام مثل هذه الأدوات القذرة في أية صراعات لتحقيق أية مكاسب سياسية أَوْ غيرها حيث ونحن نعي تماماً من يقف وراءها ويوجهها ويوفر متطلبات هذه العمليات الإجرامية من حماية وظروف أمنية وغيرها، بقدر ما أوجه رسالتي إلى كُلّ الاطراف المتصارعة والمختلفة في المحافظات المحتلة أن لا تغرر عليكم دول الاحتلال فهي تطلق الوعود والاماني لكل منكم على حده، فكما توعدك توعد خصمك وتمنيه لتدفع بكم للاصطدام، وتسعى إلى ضربكم ببعض فهي لا تريدكم جَميعاً.
ستستخدمكم كأوراق تنفذ من خلالها مشاريعها واجندتها الخَاصَّـة التي تتجاوزكم جَميعاً وتتخذكم فقط يافطات وعناوين لإجرامها وأجندتها، وستتخلص منكم وترمي بكم بعد أن تستنفذَكم وتسحب البساط عليكم جَميعاً حينئذ ستجدون أنفسكم فاقدين لكل أدواتكم ونقاط قوتكم وستقفون عاجزين حتى عن الدفاع عن حقكم في الوجود.
فلا تتركوها تستغل تناقضاتكم لتوريطكم بمثل هذه الجرائم أَوْ بالتسهيل لمثل هذه الجماعات الإجرامية انتقاماً من خصومكم المحليين فحياتكم وأمنكم واستقراركم جَميعاً مرتبطة ببعض فمصيركم متلازم، ولا بد بالأخير من العيش المشترك مهما بلغت الخصومة والعداء سواء قرب الوقت أم قَصُرَ.
ولذلك فعليكم أن تختاروا من الآن وتؤسّسوا لحياتكم ومعيشتكم المستقبلية أما تعيشون معاً بسلام أَوْ بجحيم وصراعات دائمة.
*عضو المكتب السياسي لأنصار الله