تَجَلَّيتَ مِن كلّ فرضٍ وَجَبْ
وَلِيَّاً على الشأنِ مِن حيث حَبّ
وقد ضاقَ منّا الزّمانُ الذي
ضَرَبناهُ بالتّيهِ فيمَن ضَرَب
لنا جئتَ مِن بين سرِّ الهدى
نَصِيراً ومِن بين طيبِ النّسَب
بما جاءَ شأنٌ عظيمٌ لنا
وماشاءَ هديٌ وسبطٌ ورَب
لقد جئتَ ملْئ المنى قائدَاً
بماجئتَ مِن خيرِ أُمٍّ وأب
تَقَدَّمتَ مِن حُسْنِ صُنعٍ لما
سعى اللهُ مِن عبدِهِ أو طَلَبْ
تُصلّي على الإصطفاءِ الذي
لكَ انصاعَ بالواقِع المُغتَصَبْ
وأقدَمتَ مِن بين وَحي الهدى
رسولاً بما جائنا ماكَذَب
وحيث افتَتَحتَ النّدا مُلهِمَاً
لشعبٍ عنيفٍ وَعى مَن خَطَب
وَثَبنا لمن شئتَ مِن شدّةٍ
لأنّا على الشأنِ أصل العرب
وخُضنا غمارَ الوغى مِن خُطىً
بها الغَزو يُمحى ويُمحى الذّنَب
وجئنا المنايا حتوفاً على
جموعِ الأذى كَم طواها سَبَب
على العزمِ خُضنا الرّدى واقعاً
وقد جاءَ مِن كلّ حَتفٍ وهَب
ومامًسّنا مِن لغوبٍ ولن
يمسّ اليمانين يوماً نَصَب
بكَ اليوم بُشْرى الفتوح استَوَت
على عرشِ شعبٍ تداعى غضَب
مِن الآلِ أقدَمتَ مِن عِترَةٍ
هي الذّكْرُ طُهْرَاً وأزكى حَسَب
ومَن باليمانين جاءت بهِ
رؤى اللهِ ماعادَ حتى غَلَب
ولاخافَ نَكثاً وقد عاهدوا
مِن الآلِ سبطٌ بنا مَا وَكَب
ولاعادَ مِن دون حسمٍ لنا
على الغزو بأسٌ شديدٌ وَثَب
سَمعنَاكَ تُتلى هُدىً فاانتهى
بنا السّمعُ فيما يرى مِن عَجَب
ومِن حيث جئتَ الأماني خطىً
تَوَلَّاكَ هذا الفِدَا وانتَخَب
فُخض باليمانين خُض ماتَشَا
مِن البحرِ والبرّ خُضها لَهَب
فما كانَ منّا ذليلُ الخطى
على أيّ نكثٍ مضى وانقَلَب
بكَ اليوم مِن بين عزمِ الرُّؤى
وقد باتَ فيما دنى واقتَرَب
إلى القدسِ نمضي مضينا ولن
يصدّ اليمانين عنها سَبَب
يُصلّي عليكَ الوفاءُ الذي
حملناهُ ديناً وَعَى واستَتَب....!!!!
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين