يعيشُ رجالاتُ الدولة وأبناءُ اليمن الأبرارُ وقبائلُه الأحرار، خلال هذه الأيّام، حالةَ استنفار واسعةً تجاه جبهات العزة والكرامة ومواقع المجد والشرف؛ عملاً بتوجيهات السيد القائد, تحت شعار ”أعيادنا جبهاتنا” في زيارةٍ ومعايدةٍ لأبطال اليمن الأشاوس وجنودها الميامين في كُـلِّ معسكرٍ وموقعٍ وخندقٍ ومترس, أُولئك العظماء الخالدين, الذين نراهم دائماً في كُـلّ مشهدٍ يثلج الصدور، مشاهد من الإباء وقصص من الأساطير المقدّسة, وسطور منحوتة في معاجم التضحية والفداء، تلك الأرواح التي عشقت الموتَ، وتوسدت التراب، والتحفت السماء، وقارعت المستحيل؛ مِن أجل أن يبقى اليمن, حُرّاً أبيّاً عزيزاً كريماً، وخاضوا نيابةً عن الأُمَّــة شرفَ الجهاد والمرابطة ومواجهة الأعداء.
وهذا هو الشعب اليمني الذي جاد ويجودُ بآلاف القوافل التموينية والغذائية والسلاح والأموال والرجال؛ دعماً وإسناداً للميدان ولرجاله، وهذه هي نساءُ اليمن وحرائرُها اللائي يهدين كُـلَّ يومٍ مليونَ كعكَةٍ عيديةٍ لأبطالهن في الجبهات وفاءً لهم ولصمودهم وبسالتهم.
عيدٌ يمر للعام الثامن وشعب اليمن أصلبُ عوداً وأذكى ناراً, وأشدُّ إرادَة وعنفواناً, وأكثر تطوراً وتقدماً وتصنيعاً, وأقوى بأساً وأمضى حسماً, والأمهرُ في تغيير موازين المعادلة والمواجهة مع تحالفٍ أرعن جمع فيه كُـلَّ شذاذ العالم ومنافقيه سراً وجهراً, ولم يكن لهم من مبرّر سوى طموحات مهترئة للفيفٍ من قوى الاستغلال والهيمنة العالمية, ونزوات مرضى الزهايمر ومجانين العظمة من مراهقي بني سعود وعيال زايد.
عيدٌ يمضي ويتجدَّد معه صمود الشعب اليمني وإصرارهم على انتزاع نصرٍ يليق بهم وبتضحياتهم وبحجم العدوان وحجم المظلومية.. نصرٌ لن يرفع الظلمَ عن اليمن وشعبه وحسب، بل وعن المنطقة بأكملها.. ويعيد للمواطن العربي قيمتَه وكرامتَه، ويحفظ للشعب اليمني عزتَه واستقلالَه وسيادتَه.
عيدٌ تفرد اليمنيون به عن أعياد الأُمَّــة التي تدَّعي العروبة والإسلام, ووجدوا في الجبهات متنزهاً عيدياً, وجعلوا منها ظاهرة صمود عيديةٍ فرائحية لا مثيل لها, أثارت غيظَ أعداء الوطن والأمة وكدّرت صفو المرتزِقة والعملاء، وأحبطت نفسيات تحالف الشر والعدوان على اليمن، من خلال تجسيد المعاني الحقيقية للصمود والثبات والانتصار اليمني بمختلف الصور والأشكال, وهي أعظم أمنية لكل حرٍ يعشق الإباء ويتنفس الكرامة.
عيدٌ جسده اليمنيون على مدار ثمانية أعوام, سطّروا خلالها أروعَ وأعظم الملاحم الأُسطورية, ونكّلوا بجحافل العدوان ومرتزِقتهم, وألحقوا بهم الهزائمَ النكراءَ في شتى جبهات القتال المباشرة وغير المباشرة؛ حتى صار تحالف العدوان -أصيله ووكيله- عنواناً فاضحاً يتحدث عنه العالم بكثيرٍ من السخرية والنقد، وينظرون إليه بنظرة الاستهجان والاحتقار, وأضحى التحالف مفردةً مخزيةً يلاحقها العار والخيبة أمام المجتمع الدولي وداخل شعوبهم المغلوبة على أمر الانصياع لرغبات أمرائها المجرمين.
إنَّ عيدَنا الأكبر آتٍ لا محالةَ، مهما تمادت قوى العدوان في الغرور والتنصل.. مهما توالت طموحاتُهم في التعويل على الأوراق المحترقة؛ بغرض التقدم هنا والاحتشاد هناك، في محاولةٍ لتحقيق بعض طموحاتها, غير أنها لن تحصد سوى الخسران ولن تلقى سوى التنكيل والتقهقر والفشل.. فأعياد مقاتلينا تتوّج كُـلَّ صباحٍ ومساء بإنجاز نصرٍ في شتى مناحي الحياة؛ حتى صارت النجاةُ بالنسبة للعدو من قبضة رجال الله؛ أكبرَ عيد.. وشتانَ ما بين أعيادنا الزاهية بالتضحيات والعطاء وبين أعيادهم المنغمسة في وحل العمالة والخيانة والدناءة والخسة؛ فهنيئاً لكم أيها الموعودون بالأُخرى التي تحبونها، “نصرٌ من الله وفتحٌ قريب وبشّر المؤمنين”.