|
من أساليب أهل الكتاب في معاداتهم لهدى الله.. نشر الفساد الأخلاقي
بقلم/ الثورة نت
نشر منذ: سنة و 6 أشهر و 21 يوماً الجمعة 05 مايو 2023 11:01 م
هم من يعملون على نشر الفساد الأخلاقي في مختلف البلاد العربية، هم من دفعوا المرأة المسلمة، المرأة المحتشمة، المرأة التي يُلزِمُها دينها وقيمها العربية أن تكون متأدبة ومحتشمة، دفعوها الآن إلى أن تتبرج، وتكشف شعرها وبدنها، وتزاحم الرجل في جميع مناحي الحياة بحجة مشاركته في مختلف المجالات.
الآن في جميع البلدان الإسلامية أصبحت المرأة تزاحم الرجل في المكاتب والمصانع والأسواق وجميع الأماكن.
تلك المشاركة التي تقوم بها المرأة في الريف هي المشاركة الحقيقية، فهي من تربي الأبقار والأغنام، وتوفر لأسرتها الكثير من الأشياء التي يحتاج رب الأسرة إلى دفع فلوس كثيرة في توفيرها، كالماء والحطب، والمشاركة في المجال الزراعي.
وهذه هي المشاركة التي ارتضاها رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) لابنته فاطمة الزهراء سيدة نساء الدنيا والأخرى، حينما قضى عليها بالأعمال المنزلية وعلى الإمام علي -عليه السلام- بالأعمال الخارجية أي خارج المنزل.
وهكذا المرأة في اليمن تشارك الرجل في جميع مناحي الحياة.. مشاركة حقيقية، يلمس جميع الأهل بركتها، لكن اليهود يتجهون عن طريق المرأة لمحاولة إضلالنا وإفسادنا التي تعد فعلاً أخطر وسائل الإضلال على المجتمع ككل ولذلك تراهم دائما يغزونها من كل ناحية، فتارة يصفون ما تقوم به من مشاركة للرجل في الأعمال المنزلية والزراعية بأنه امتهان للمرأة، لأن المشاركة عندهم هي أن تكشف نفسها ووجهها، وتزاحم الرجل في كل المكاتب، وفي محطات التلفزيون، وفي كل مناحي الأعمال الأخرى.
وهذه أخطر أساليب الإضلال حيث ذكرت بعض الإحصائيات عما يحصل في أجواء كهذه في بلدان أوروبا، أرقاماً كبيرة من النساء اللائي يتعرضن للاغتصاب نتيجة مشاركتهن للرجال في الأعمال المكتبية، من قِبَل مدراء المكاتب، ومن قبل المشاركين في هذه المكاتب، أضف إلى ذلك أنهم حولوا المرأة إلى سلعة تباع في مزاد الإعلانات والترويجات في شتى المجالات، فهذا هو الامتهان الحقيقي لكرامة المرأة وللأسرة كلها.
ومما يدل على خطورة هذا الجانب هو عملية التضليل المتنامية والمتسارعة في البلدان العربية، حيث نلحظ أن الضلال والفساد ينتشر فيها بشكل رهيب فكل سنة هي أسوأ من سابقتها وأن بيع الدين بالدنيا أصبح القضية السائدة داخل أوساط المسلمين.
من أين جاء هذا؟ ألم يأتِ من عند أولئك الذين قال الله عنهم: (وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ) يريدون أن نضل فيعملون جاهدين على أن يخرجوا بناتنا ونساءنا ليزاحمن الآخرين في كل كتب ومنشأة.
المرأة التي أصبحت متبرجة، من أين جاء هذا؟ هل القرآن الكريم هو الذي أمرها؟ أم القرآن هو الذي أمر رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أن يأمر نساءه وبناته ونساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلابيبهن، وأن يضربن بخُمُرهن على جيوبهن، وأمرهن بأن يحفظن فروجهن، وأن يغضضن من أبصارهن عن الرجال الأجانب، أليس هذا هو منطق القرآن؟ من أين جاء التبرج؟ من أين جاء السفور؟ ألم يأت من عند من يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل؟ أولم نضل؟.
سافر إلى القاهرة، أو إلى عمان، أو إلى دمشق، أو إلى بغداد، أو إلى أي بلد عربي إسلامي، ستجد المرأة العربية المسلمة لا تفرق بين مظهرها وشكلها وبين المرأة الأوربية المسيحية أو اليهودية، حتى النساء في فلسطين وفي (البوسنة) ترى المرأة التي تصرخ وتبكي على ابنها وهو قتيل، أو جريح، أو تبكي على بيتها وهو مهدم على أيدي اليهود هي في شكلها لا تختلف عن أم ذلك اليهودي، عن زوجة ذلك اليهودي الذي هدم بيتها وقتل ابنها.
لنقول أيضا: إنه حتى عندما نسير وراء الآخرين فيما نعتبره حضارة وتقدماً يجب أن لا نبيع ديننا، نقول للمرأة عندما تخرجين متبرجة، عندما تخرجين سافرة لوجهك وبدنك مكشوف هل رحموكِ؟ هل رحموها في البوسنة وفلسطين وكشمير وغيرها؟ هل كفوا عن تدمير منزلها؟ لأنها أصبحت قد لحقت بركابهم؟ إنهم يرْكُلُون كل من لحق بركابهم من عندنا.
هل كفوا عن ابنها؟ هل كفوا عن زوجها؟ ثم هل تريدين أنت أن يكف الله عنك وأنت من تسيرين وراء ضلالة هؤلاء أكثر مما تسيرين وراء هدي الله؟ الله لن يكف عنك، الله لن ينقذك وأنت من تسيرين وراء من يريدون أن تضلي، ويريدون أن تهاني، ويريدون أن تظلمي، وأنت تقلدينهم في كل مظاهر الحياة.. أليس هذا هو ما يحصل؟ إن الله لن يكف عن تلك النساء المتبرجات.
حتى أصبح البعض منا فعلا يوم كنا نشاهد ما يحصل في البوسنة على شاشة التلفزيون، ألم تكن ترى المرأة المسلمة كالمرأة الصربية شكلاً واحداً، وزياً واحداً، ترى الفلسطينيات وهن يهربن أمام الإسرائيليين كالإسرائيليات سواء، حاول أن تشاهد فيما لو تمكنت أن تشاهد شاشة التلفزيون الإسرائيلي ستجد أنه لا يختلف أبداً عما تشاهده في شاشة أي تلفزيون آخر في البلاد العربية، لقد ضللنا السبيل، ضللنا سبيل ديننا، سبيل عزتنا، سبيل كرامتنا، السبيل كل ما تعنيه كلمة (السَّبِيلَ) الذي يهدي إلى التي هي أقوم، الذي يهدي إلى العزة والكرامة (وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ).
وخلاصة القول في الأخير إننا بحاجة ماسة إلى ما يلي:
• العودة الجادة إلى الله حتى يكف عنى مكر أعدائنا وكيدهم لأنه خير الماكرين.
• أن نفهم ونعي حقيقة استهدافهم لنا وهذا يحتم علينا أن نرفع من منسوب الوعي لدينا تجاه خططهم ومكرهم ولن يتحقق لنا هذا إلا بالعودة إلى القرآن الكريم كأهم مصدر لمعرفتهم على حقيقتهم وكأهم مصدر أيضا لاستقاء الحلول الناجحة في مواجهة موجة التضليل العاتية من قبلهم.
• أن تعي نساؤنا جيد ماذا يريد العدو من خلال استمالتها والتأثير عليها بالدعايات والشائعات المكذوبة والغير واقعية وأن عليها أن تعود بقوة نحو دينها الإسلامي الذي حفظ لها كرامتها ومكانتها وأن أولئك لا يريدون منها سوى أن تكون سلعة رخيصة في سوق المتعة المحرمة وأداة فعالة في ضرب أمتها ودينها.
• يجب علينا أن نتسلح جميعا رجالا ونساء باليقظة والحذر الشديد من الضلال، لأن في هذا هلاكنا وضياعنا نحن وأجيالنا ومدعاة لتسليطهم علينا فيسومونا سوء العذاب وفي الآخرة جهنم وبئس القرار.
أسلوب التكذيب والإنكار المطلق لرسل الله ورسالاته ووقاحتهم في نسبتهم التقصير والقصور إلى الله سبحانه وتعالى وهذا ما أخبرنا الله عنه في القرآن الكريم قال تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُوا أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91)) [الأنعام آية91]، (وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ) أي ما عرفوا الله حق معرفته فلم يعطوه ما يستحق من التقدير والإجلال (إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ) هذا الإنكار فيه تجرؤ كبير على الله سبحانه وتعالى بنسبة التقصير إليه مع أنه لا تقصير ولا قصور من عند الله جل وعلا في كل الجوانب والمجالات ومنها رعاية عباده وهدايتهم.
كما أن هذا الإنكار لم يكن نابعا عن جهل بحقيقة وعظمة تلك الرسالات بل هم من عايشوها لفترة طويلة من الزمن قال تعالى مكررا لهم بذلك (قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى) أليست هذه تعتبر حجة واضحة عليهم؟ لأنهم يعتبرون أن هناك التوراة أنزلت على موسى، وهذه التوراة هي نور وهدى للناس كما أن القرآن نور وهدى للناس.
وهذا الإنكار يدل على مدى ما وصلوا إليه من تعنت وعداوة لهدى الله وبشكل رهيب.
كما يدل على جرأتهم على الله الناتجة عن قسوة قلوبهم جراء نبذهم لكتب الله وراء ظهورهم وعدم الاستفادة منها في واقعهم النفسي والعملي حيث جعلوها قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا منها.
وهم إنما عمدوا إلى هذا إنكار رسالات الله ورسله كي يصرفوا الناس عن هدى الله فلا يستفيدون منه حسدا من عند أنفسهم وحتى تبقى الساحة مهيأة لشرهم وباطلهم، وهم بذلك إنما يفضحون أنفسهم ويكشفون عما انطوت عليه من خبث وضلال وقسوة وإلا فإنهم يقرون بأن التوراة هي من عند الله، بل ينسبون ما كتبه أحبارهم ورهبانهم من أهواء وضلالات إلى الله وإلى رسله ليضفوا عليه قدسية وشرعية حتى تكون تلك الخرافات مقبولة لديهم هم أنفسهم فيستسيغون التعبد بها مع علمهم بضلالها وبطلانها ولكي يقنعوا العامة أنها من عند الله وما هي من عند الله.
الحاجة الماسة للبشرية وضرورتها القصوى في حياتهم
كما أن هناك دافعاً آخر وراء هذا الإنكار الكلي لهدى الله وهو الحسد للآخرين قال تعالى: (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ وَلاَ المُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ) [البقرة آية 105].
وكذلك جحودهم وكل عداوتهم لآيات الله وهداه إنما هو دليل على ظلمهم وجبروتهم كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى عنهم في قوله: (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) [الأنعام آية 33].
وهذا الجحود نابع من كراهية لذلك الهدى لما يمثله من بصائر ونور يقض مضاجعهم ويحول بينهم وبين ما تنزع إليه أنفسهم من سطو وظلم وتسلط على عباد الله فهم يرون فيه سدا منيعا يحول بينهم وبين أمانيهم وما تشتهيه أنفسهم قال تعالى مخبرا بذلك (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وَجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا المُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ المَصِيرُ) [الحج آية 72].
ولهذا السبب عمدوا إلى إنكار الهدى بكله فقالوا: (مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ)، وترافق مع هذا الإنكار اللفظي إنكار عملي فغيبوه من واقع حياتهم العملية في كل الجوانب ونظروا إليه نظرة سلبية تنم عن خساسة وحقارة نفوسهم.
وبهذا نخلص إلى حقيقة مفادها: إن أهل الكتاب هم أعداء حقيقيون وخطيرون للغاية ضد هدى الله يريدون إزاحته من الحياة، بل ويسعون لذلك بكل إمكاناتهم وجهدهم إما لتكذيبه وإما لإنكاره، إن أسلوب إنكار الحق وجحده أسلوب يهودي مستمر ولا يزال قائما حتى اليوم وكل من يسعى لإنكار هدى الله إنما هو يستمد تلك الفكرة الشيطانية من أوليائه وفي مقدمتهم اليهود. |
|
|