أخيراً، وبعد الكثير من المناشدات والمطالبات والاستجداء، وافق الأب على أخذ زوجته وأطفاله في رحلة إلى الحديقة، ليلعبوا ويشعروا بفرحة العيد.
طبعاً لم يوافق حباً فيهم أو رغبة في إسعادهم، فهو يرى سعادته في إيجاد مقيل يجلس فيه ويخزن مرتاح البال حتى منتصف الليل؛ لكنه وافق ليرتاح من إزعاجهم، ولذلك فقد كان الوحيد الذي يشعر بالتعاسة من بينهم.
أخذ الرجل “قاته” وخرجت العائلة متوجهة إلى الحديقة. وطوال الطريق وهو يتوعد أبناءه بعذاب أليم إذا لم يسمعوا كلامه أو خالفوا أمراً من أوامره، حتى تبدلت فرحتهم إلى رعب وخوف وحين وصلوا إلى الحديقة، افترش الرجل مكاناً قرب الطريق وجلس ليخزن فيه، بينما ذهب الأطفال ليلعبوا ويستمتعوا برحلتهم.
لم يكن وحده، فقد كان هناك عدة أشخاص جالسين على الطريق بشكل غير حضاري أبداً، والأرض من حولهم مملوءة بالأوساخ ومخلفات القات.
المهم، كان بعض الآباء يلعبون مع أبنائهم، يضحكون معاً ويستمتعون بكل لحظة من لحظاتهم، والرجل جالس لوحده مقطب الحاجبين ومكشراً، مشغولاً بمضغ القات والتفكير بأشياء وأحلام غير منطقية، وإذا جاءه أحد أولاده يطلب شيئاً صرخ في وجهه وأعاده مذعوراً. كانت رحلة مرعبة حقاً.
لم يبتسم في ذلك اليوم إطلاقاً. كان متضايقاً ويضايق الآخرين بجلوسه على الطريق، وظل عابساً بوجهه حتى عادوا إلى البيت.
فلا هو ارتاح بجلوسه، ولا استمتع مع أطفاله.
هكذا هو حال من يجعلون الأماكن العامة، مثل الحدائق والمنتزهات، أماكن للمقيل ومضغ القات، وهذه عادة سلبية وغير مقبولة نهائياً، لما فيها من تشويه للمنظر العام، ومضايقة للعائلات الأخرى.
اخرج مع أطفالك واستمتع واضحك معهم وكن قريباً منهم، ولا تجعل القات يفصل بينك وبينهم، ولا أعتقد أنك ستموت لو تركت القات يوماً واحداً أو ساعات معينة.
طبعاً أنا لا أتحدث عن القات نفسه، بل عن التخزين في الأماكن العامة. فأنا أخزن كل يوم تقريباً؛ ولكنني لا أخزن في الحدائق والمنتزهات.
اعتبروا هذه نصيحة اجتماعية. أما الجهات المختصة فلتعتبرها رسالة إليها بمنع إدخال القات إلى الحدائق والأماكن العامة، وبهذا ستحل المشكلة من أساسها.
* نقلا عن : لا ميديا