خمسة وسبعون عاماً مرت منذ إعلان قيام دولة الكيان الصهيوني في 15 من مايو 1948م على الأراضي العربية، والذي يعرف بيوم النكبة.
خلال مسيرة هذه الأعوام تخللها عدة أحداث ومحطات في تاريخ مسيرة النضال والكفاح الفلسطيني لتحرير أرضه من دنس الاحتلال الصهيوني.
هذه الأحداث كثيرة ومتعددة ولكن هناك محطات فارقة وتطورت توحي بقرب زوال هذا الكيان من خلال المقارنة بين تاريخين.
كيف كانت المقاومة والمجاهدون الفلسطينيون خلال هذه السنوات، والحروب التي واجهت الكيان الصهيوني مع الجيوش العربية لاستعادة الأرضي العربية وتحريرها، ومنها العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م وحرب حزيران 1967م والتي تمكّن الكيان الصهيوني من الاستيلاء على قطاع غزة والضفة الغربية وسيناء وهضبة الجولان، وحرب السادس من أُكتوبر 1973م مُرورًا بإعلان الانتفاضة الأولى في عام 1987م أَو ما تُعرَفُ بثورة الحجارة والتي واجه فيها المجاهد الفلسطيني الدبابة والمدرعة الصهيونية بالحجارة والتي استمرت حتى العام 1995م، والانتفاضة الثانية في العام 2000م أَو انتفاضة الأقصى، وُصُـولاً إلى معركة سيف القدس 2021م والتي قامت المقاومة الفلسطينية باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرات ضد القوات الصهيونية، واليوم ما رأيناه وشاهدناه في معركة ثأر الأحرار التي استطاعت المقاومة الفلسطينية والمجاهدين من قصف تل أبيب وسديروت وغيرها من المدن المحتلّة..
فهذه المعركة التي تأتي اليوم في ظل الانبطاح العربي والارتماء في حضن الكيان الصهيوني وإعلان ما يسمى بالتطبيع معه.
كان رد المقاومة الفلسطينية على الأنظمة العربية: لن نتخلى عن أرضنا وإن تخليتم عن عروبتكم.
من خلال التأمل والتفكر في هذه المراحل حتى وصولنا إلى العام الحالي 2023م وعملية ثأر الأحرار نلاحظ الفارق الكبير بين إعلان قيام دولة الكيان الصهيوني وبين المواجهة عربيا، وثورة الحجارة، واليوم مواجهة عسكرية صواريخ تنطلق من قطاع غزة وتدك أوكار العدوّ الصهيوني في تل أبيب وسديروت وعسقلان، وكل المدن المحتلّة.
مسيرة الخمسة عقود ونصف شهدت عدة اغتيالات للعديد من المجاهدين الفلسطينيين من القيادة الثورية ومنهم على سبيل الذكر خليل الوزير عام 1988م، والشيخ أحمد ياسين 2004م والرنتيسي 2004م والرئيس ياسر عرفات 2004م مات مسموما، وهناك الكثير اغتالهم الكيان الصهيوني في فلسطين وخارجها، ولكن كُـلّ هذا لم يثنِ المقاومة الفلسطينية، ولم يُخِف المجاهدين، بل زادهم عزيمةً وإصراراً على مواصلة الجهاد.
ففلسطين على موعد مع التحرّر، وزوال الكيان الغاصب أقرب من ذي قبل.