الحرب الناعمة أو كما اسماها السيد القائد الحرب الشيطانية لا تحتاج إلى أسلحة عسكرية لا تحتاج إلى قنابل ولا إلى طائرات ولا بارجات حربية ولا صواريخ ولا مدافع إلا أن تأثير هذه الحرب أشد علينا من تلك القنابل والصواريخ لأنها حرب تتجه بشكل مباشر لنفوس الناس لتهدمها وتفرغها من محتواها ومن فطرتها التي فطرها الله عليها ووسائل وأساليب هذه الحرب إعلامية وثقافية وفكرية تحت عناوين الحرية والانفتاح والتطور والحداثة ومهمة هذه الحرب هي مسخ القيم والمبادئ والأخلاق المتجذرة في قلوب وعقول الناس واستبدالها بمفاهيم ومصطلحات خبيثة وشريرة حتى تصنع من الشخص المستهدف عنصراً شيطانياً وخطيراً على نفسه وعلى مجتمعه وأمته ..
هذه الحرب هي أشد خطورة من الحرب العسكرية لأن الحرب العسكرية تكون بين طرفين حق وباطل أو قوي وضعيف على أمور سياسية أو قطعة جغرافية أو أطماع استعمارية وثروات اقتصادية اما الحرب الناعمة فإنها تستهدف النفوس والعقول والقلوب فتحولها بنسبة 90 درجة من الحق إلى الباطل ومن الخير إلى الشر تمسخ النفوس وتغسل العقول وتلوث القلوب والأفئدة وتجعل المجتمع مجتمعاً سلبياً لا يعرف ماذا يريد ومَنْ هُمْ أعداؤه وما هو دوره وما هي مصلحته يصير مجتمعاً تائهاً متخبطاً يلعب به الأعداء كيفما يشاءون..
وعندما تتمكن الحرب الناعمة الشيطانية من مجتمع فإنها تسلبه القيم والمبادئ الإيمانية والأخلاق وحينها يكون من السهل جداً على الأعداء السيطرة على هذا المجتمع واستعباده ونهب ثرواته فيخسر كرامته وحريته واستقلاله ويخسر دنياه وآخرته ولا يستطيع المجتمع حينها أن يدافع عن نفسه أو أن يتحرر لأنه صار مفرغاً من كل عناصر القوة وصار في حالة يرثى لها وفي هذه الحالة يكون الأعداء قد وصلوا إلى أهدافهم وغايتهم ومخططاتهم بأقل تكلفة لا عسكرية ولا مادية ولا بشرية، فقط من خلال نشر الرذيلة والانحطاط والدعارة..
وهذه الحرب هي نوع من أنواع الصراع الذي خطط له أعداء الإسلام والمسلمين إلى جانب الحرب النفسية والحرب الإعلامية والغزو الفكري وله أهداف وغايات كثيرة ومتعددة أهمها السيطرة على هذه الأمة واستعبادها وإفراغها من مضمونها الإيماني عبر أساليب متعددة وطرق مختلفة منها وسائل الإعلام بالدرجة الأولى القنوات والإذاعات ووسائل التواصل الاجتماعي والمجلات والصحف والمنابر والمجالس والكتب والثقافات المغلوطة التي تم تأليفها وصناعتها في أروقة الاستخبارات الأمريكية والصهيونية لاستهداف هذه الأمة..
اليوم الجميع معنيون بالتحرك في مجالات عملهم المتعددة لمواجهة هذه الحرب الخطيرة غير الناعمة والتي تهدف إلى مسخ الناس وجعلهم في حالة تيه وتخبط وضياع حتى يسهل على الأعداء التغلب علينا عسكرياً واقتصادياً وثقافياً وإعلامياً الأعداء يعلمون أن هذا الشعب اليمني الصامد العظيم لا يزال على فطرته الإنسانية ويدركون أن سر صمود هذا الشعب يكمن في تمسكهم بقيمهم الإيمانية ومبادئهم العظيمة لهذا يتجهون اليوم لشن حرب شيطانية تستهدف النفوس فكرياً وثقافياً وإعلامياً حتى يصلوا إلى غاياتهم وأهدافهم المشؤومة..
وعندما يصبح الإنسان خالياً من عوامل الزكاء والخير والعزة والكرامة والحرية يصبح مجرد ساذج وتائه وألعوبة في يد أعدائه والحل والمخرج والعلاج هو في تعزيز عوامل القوة الإيمانية في نفوسنا وتعزيز عوامل القوة المعنوية والنفسية والتمسك بهدى الله سبحانه وتعالى والتحصن بالوعي والبصيرة والهدى والثقافة القرآنية ومواجهة هذه الحرب بشتى الوسائل حتى نستطيع بقوة الله أن نجعل الأعداء يفشلون في هذه الحرب كما فشلوا عسكرياً.