ظلت مملكة بني سعود تلعب بالورقة الدينية لعقود من الزمن،وظلت تتقنع بقناع الدين الإسلامي ،وتوهم ملايين العرب والمسلمين، بأنها الدولة المطبقة لشرع الله، وإنها الإسلام الحقيقي ،وان قوانينها إسلاميه بحثة ،وإنها من تقوم بنشر الدين الإسلامي في كل بقاع العالم،من خلال توزيع المصاحف وتوزيع فتاوى علمائها ،وانها خادمة للحرمين الشريفين،وتقوم بتقديم الخدمات لحجاج بيت الله الحرام،وانها من تدافع عن الدين الإسلامي ،وانها من تحارب الشيوعية والاشتراكية الماركسية والعلمانية ،وان مذهبها الوهابي الدخيل على الاسلام هو مذهب الوسطية والاعتدال ،وانها نموذج للدولة الإسلامية كما كانت في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم،فكل هذا من اجل خديعة الناس والكذب عليهم باسم الدين، من خلال ما كان يقوم به إعلام الصهاينة والأمريكان وبريطانيا من حملات دعائية لتحسين صورة مملكة بني سعود وإسلاميتها،عند الشعوب العربية والإسلامية .
فكان محرم على المرأة السعودية قيادة السيارة ،وحضور الحفلات الغنائية وحضور المباريات الرياضية ،او أن تخرج بدون لبس العباءة السوداء،فهذا ظل لعقود وهو حرام حسب فتاوى علماء الوهابية،ولكن ما أن أصبح محمد بن سلمان وليا للعهد او الحاكم الفعلي للمملكة،وبداء معه ما سماه عصر الانفتاح،ورؤية عام 2030م الاقتصادية ،حتى تغيرت كل الفتاوى الدينية السابقة، فاليوم أصبح بإمكان المرأة السعودية قيادة السيارة وحضور المباريات ،وحضور الحفلات الفنية والرقص، (لكن الرقص وفقا للشريعة الوهابية أي الرقص بدون تمايل او حركه)،فما كان حراما في عهد ملوك بني سعود السابقين أصبح اليوم حلالا في عهد بن سلمان، فهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،تتغير اليوم إلى هيئة الترفية السعودية.
فبعد عدوان مملكة بني سعود على اليمن في 26مارس 2015م ظهرت المملكة على حقيقتها ،وعرف العالم حقيقة إسلام هذه المملكة وحقيقة تطبيقها لشرع الله،فهذه المملكة تحرم قيادة المرأة للسيارة وتبيح قتل النفس المحرمة ،تحرم خروج المرأة بدون عباءة سوداء ،وتحلل نشر القتل والفتن في كل بقاع العالم،تحرم الخروج على حكامها،او التدخل في شؤونها الداخلية،او الكلام عن الملك والأسرة الحاكمة، وهي تقوم بدعم الانقلابات والحروب ونشر الفوضى في البلدان العربية والإسلامية وتتدخل في كل شؤونها ،في العراق وليبيا والصومال،والجزائر والسودان وسوريا وأفغانستان والشيشان والبوسنة ونيجيريا،واليمن وغيرها من الدول العربية والإسلامية.
فاليوم اتضح وانكشف حقيقة الوهابية ،وعلاقتها بالدين،فهاهو بن سلمان في حوار مع صحيفة الواشنطن بوست يقول (نشرنا الوهابية بطلب من الحلفاء ،وان دورها لا يتعدى أكثر من كونها أداة من أدوات الحرب الباردة ) فلا علاقة لها بالدين او العقيدة الإسلامية بل انها أداة من أدوات الحرب والدمار والقتل والإرهاب ،بل انها الإرهاب،من حيث فكره ومصدر دعمه وهي من نشرته في كل الدول ،فكل ما يحصل من حروب وقتل ودمار في العالم العربي والإسلامي بل والعالم اجمع وراءه مملكة بني سعود ومذهبها الوهابي،وهذا تنفيذا لمخططات ومشاريع الصهاينة والأمريكان وبريطانيا ،الذين اوجدوا هذه الأسرة ومذهبها الوهابي فالوهابية المتدينة الإسلامية المحافظة المطبقة لشرع الله وسنة رسوله صلى الله علية وآله وسلم أصبحت بعد صفقة القرن مع الأمريكان وتولى بن سلمان الحكم ،الوجه الآخر للعلمانية بل واخطر منها،وأصبحت محاربتها من اوجب الواجبات،لخطرها على ديننا،فنشر المصاحف ،والكتب الدينية والجمعيات الخيرية السعودية ،التي توزع الأضاحي والكسوة للفقراء كانت عبارة عن إكسسوارات وأدوات لتجميل صورة مملكة بني سعود.
فمملكة بني سعود وإسلاميتها التي كانوا يتغنون بها ، غدت اليوم علمانية في قوانينها وشرائعها،ومناهجها وسياستها،وحتى عدائها للعرب والمسلمين .