ويحدثُ أن أفكّرَ في بلادي
فيأخذَني البكاءُ على انفرادِ
أحدّقُ في الدُّخانِ ولا أراها
ففي عيني الكثيرُ من الرّمادِ
أفتّشُ في المرايا عن وجوهٍ
"فتسلقُني بألسنةٍ حِدادِ"
أفكّرُ في القصيدةِ وهي تأتي
وتعدو في الخيالِ على جوادِ
كآخرِ فارسٍ في الحربِ ترمي
على المعنى بأسهُمِها الشِّدادِ
تسدّدُ كل سَهمٍ في ضلوعي
فأنزفُ كلّ حرفٍ من فؤادي
وأسألُ عن بلادٍ من نشيدٍ
وعن"مايو"عن اليمن الأُحادي
وعن صنعاءَ وهي تمدُّ كفّـاً
لإخوتِها وما مدّوا الأيادي
وتهمسُ بي القصيدةُ من بعيدٍ
توحّدنا بـنزْفٍ أو مدادِ
وهأنذا أعودُ من المنافي
بقلبٍ مرهقِ النبضاتِ صادي
أعودُ إليك يا وطن الأماني
وقد أوغلتُ قبلك في ابتعادي
وطفتُ الأرضَ أجمعَها ولمّا
أجد وطناً سواك على اعتقادي
أعودُ إليك تقرأني الحكايا
غبارًا في شفاهِ "السّندبادِ"
أعودُ إليك محتشداً بحزني
فهل سيضيقُ صدرُكَ باحتشادي؟
وما ضاقت ضلوعي منك يوماً
وأنت بها إلى يوم التنّادِ
وفي عينيك أحلامي القُدامى
وفي عينيْ أساكَ الاعتيادي
أحبك أيها الوطن المفدّى
وما بيدي سوى قلم الجهادِ
وأنت مَن ابتدأتَ الحبّ يوماً
وأيقظتَ القصيدة من رقادِ
غريباً كالحقيقةِ في زمانٍ
يبيعُ الوهمَ في سوق المزادِ
ويحدثُ أن أفكّرَ في بلادٍ
سوى بلدي؛ وصوتٌ ما يُنادي:
يـمـانـيّـاً خُلِقْتَ وسوف تفنى
يـمـانـيّـاً ولو كَـرِهَ الأعادي
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين