نعرف كلنا في هذا البلد أنه منذ بداية العدوان الأمريكي السعودي الأجنبي على بلدنا- علينا كشعبٍ يمني مسلم- سعت قوى العدوان، وخصوصاً بعد أن واجهت الصعوبات، وأدركت هي صعوبة هذه المعركة عليها، وصعوبة تحقق أهدافها من هذا العدوان؛ سعت إلى اختراق الوضع الداخلي في هذا البلد، وسعت إلى أن تجرّ إلى عدوانها وفي صفها البعض من المكونات والبعض من القوى، وسعت إلى استغلال وتوظيف المشاكل التي كانت قائمة في هذا البلد، وبالذات المشاكل السياسية الكبيرة، وإلى أن تستغل البعض من المكونات التي أرخصت نفسها، وباعت شعبها، وآثرت المصالح والاعتبارات: (الفئوية، أو الحزبية، أو المصالح الضيقة)، على حساب المصالح الكبرى، والاهتمامات الكبرى، والمسؤوليات الكبرى؛ وهذا أمر يفعله كل محتلٍ وكل غازٍ وكل معتدٍ أجنبي على أي بلد: سواءً في الحاضر، أو في الماضي، والتاريخ يشهد بذلك في كل مناطق الدنيا، وفي كل المراحل، وعلى مدى الزمن في التاريخ كله، كان أي غازٍ أجنبي، وأي محتلٍ يسعى لاحتلال بلد ما، والسيطرة على شعب ما، يعمد ويسعى إلى تفكيك ذلك البلد، وإلى أن يستأجر، وأن يستجلب، وأن يجر إلى صفه ضعاف النفوس من: (الخونة، والمعقدين، وأصحاب الاعتبارات والمصالح الضيقة)، الذين يكونون في العادة قد فقدوا- إلى حدٍ كبير- ارتباطهم بشعبهم وارتباطهم بأمتهم، وأصبحوا مأزومين لدرجة كبيرة،
ومعقدين لدرجة كبيرة، وعندهم- كذلك- إفلاس على المستوى الأخلاقي؛ فيسعى إلى أن يستفيد منهم في تفكيك الجبهة الداخلية، وأن يخترق من خلالهم ذلك البلد، حصل هذا في كل البلدان وفي كل المناطق، في الحاضر شهدنا على ما حصل في فلسطين ويحصل، ما حصل في لبنان، حيث عمدت إسرائيل- آنذاك- أن تُجَنِّد حتى على المستوى العسكري، وليس فقط على المستوى السياسي، تجند بالآلاف من يقاتل إلى صفها ويقف إلى جانبها، وشهدنا ذلك في بلدان أخرى: سواءً في المنطقة العربية، أو في خارج المنطقة العربية وخارج العالم الإسلامي،
كيف كانت القوى الأجنبية تحظى وتحصل على البعض من رخاص النفوس، البعض كقوى ومكونات، أو حتى على المستوى الفردي، يتجه البعض لاعتبارات متنوعة؛ فيقف في صف الأجنبي ضد بلده.
أيضاً، شهدنا في واقعنا الحاضر، وفي زمننا هذا، وفيما استقرأناه من التاريخ، كيف كانت القوى الحرة والشريفة والعزيزة والمستقلة، التي تتصدى للعدوان على شعبها وعلى بلدها، وتتصدى للمحتل الأجنبي، كيف كانت تعاني الكثير والكثير،
مثلاً: كان البعض يتآمرون عليها، كان البعض يتخذون منها مواقف سيئة، كان البعض يطعنونها في الظهر، كان البعض لهم مواقف سلبية منها؛ وفي النهاية، عندما تنتصر، وعندما تصل إلى نتيجتها الحاسمة، التي هي نتيجة مؤكدة، وهي نتيجة النصر، ونتيجة الطرد للمحتل الأجنبي، ونتيجة الفشل الذريع للغازي الأجنبي؛ فيما بعد يأتي التاريخ ليسجل الموقف الشريف والعظيم والمسؤول للقوى الحرة، والآخرون يأتي التاريخ ليتخذ منهم موقفه- أيضاً- الحاسم كخونة، أو متخاذلين، أو مثبطين…الخ.
اللـــه أكـــبــــر
المــوت لأمريكــا
المـوت لإســرائيل
اللعنة على اليهود
النصــر للإســـلام
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
كلمة السيد عشية اجتماع العاشر من رمضان9رمضان1438هـ
* نقلا عن :موقع أنصار الله