هنا مرّااانُ والحدثُ الكبيرُ
هنا من حيثما ابتدأ المسيرُ
هنا من حيثما نادى حسينٌ
وأشرق بالهدى البدرُ المنيرُ
وجاء السيد العلم المفدّى
وقال لمعشر الأنصار: ثوروا
هنا مران حيث ثرى حسين
يصلي خلفه الشهدا الحضور
لقد حضروا بأرواح كرام
وأجساد تواريها القبور
سلام أيها الشهداء منا
فأنتم سر قوتنا المثير
هنا مران من ولدت رجالا
كراما لم تجئ بهم العصور
رجالا علموا الدنيا دروسا
ومن دمهم تسطرت السطور
رجالا حاربوا الدنيا جميعا
ولم يرهبهم الخطر الخطير
على عدد الأصابع لم يقلوا
ولم يوقفهم الجيش الغفير
وهاهم أصبحوا شعبا طويلا
عريضا... ما لأولهم أخيرُ
سلام الله يا مران إني
وقفت وقد تبلد بي الشعور
ولكني أقول بكل صدق
لقد شفيت بمنظرك الصدور
بلاد لم تقل للظلم أهلا
وسهلا أو تداهن مَن يجورُ
بلاد فرط عزتها تعالت
وفرط إبائها دمها يفورُ
تجير المستجير بكل حال
وكم بلد تجار ولا تجير
هنا مران وهي تزيد عزا
وقد عادت لمجراها الأمور
وخاب البغي من كل النواحي
وفي مران أشرقت البدورُ
بدور في سماء العلم شعت
بنور الحق فاتضح المصير
شباب يطلبون الحق حقا
وجيل لا يلف ولا يدور
شباب أرغموا أنف الأعادي
وجيل مؤمن جدا صبور
شباب بالهداية لم يضلوا
وجيل بالثقافة لا يبور
وأرواح على القرآن شبت
ونور الله في دمها يسيرُ
لأن الموت عادتنا قدمنا
حيادرة فزلزلت القصور
حسينيون تعرفنا المنايا
نلبي كلما نادى النفير
يمانيون يا حلف الأعادي
خسرتم مثلما خسر الكثير
هزمناكم بأبسط ما لدينا
وحق النصر والله النصيرُ
فما عادت عواصمكم أمانا
ولا عادت طوائركم تطير
يمانيون تثقلنا المآسي
ونضحك والبكا فينا غزير
ونحفر في حدائقنا قبورا
وتنبت في مقابرنا زهور
تعودنا على الأزمات حتى
كأن قلوبنا البيضا صخور
وكنا في غيابتنا عماءً
إلى أن جاء بالنور البشيرُ
هنا مران وابتدأت حياة
فأحيتنا وقد مات الضميرُ
تموت تموت أمريكا ونحيا
وأصغرنا على امريكا كبيرُ
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين