يجب أن نرتبط بالقرآن الكريم من جديد، ونتعلمه ونعلم أبناءنا وبناتنا ونساءنا، ونكثر من تلاوته، ونهدي مصاحفه لبعضنا البعض وأشرطة تلاوته، نتحرك في إطار أن نشد أنفسنا إلى القرآن من جديد، وأن نرسخ قدسيته ومكانته وعظمته في نفوسنا من جديد؛ لأن القرآن، لأن القرآن هو من لو لم يكن من عظمته وفضله إلا أنه يكشف الحقائق أمامنا. لا يمكن لأي كتاب في هذه الدنيا أن يريك الحقائق ماثلة أمامك.
حقيقة منها عندما نرى زعماءنا في مختلف المناطق متى ما جاء مبعوث أمريكي، متى ما سمعوا خطابًا فيه تهديد لرئيس أمريكا، أو لأي مسئول في إسرائيل، أو أي بلد آخر من تلك البلدان؛ أليسوا من يظهرون حكماء، ويظهرون لينين، ويظهرون أذلاء، لكنهم متى وقفوا ليتحدثوا أمامنا ويخاطبونا أليسوا من يتحدث بلهجة قوية، وبشدة وبأعين مفتحة، وبأوداج منتفخة، وبالعبارات المُهدِدة؟ ما الذي يصدق عليهم؟
إن الله سبحانه وتعالى قال عن نوعية معينة هم من يمكن أن ينتصروا لدينه، هم من يمكن أن يقفوا في مواجهة أعدائه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ للَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ} (المائدة:54) هؤلاء عندما يتحدثون معنا نراهم أعزةً علينا، نحن قد استضعفنا، قد استذلينا، قد أُهنّا من قبل الآخرين، لم يعد حديثكم بهذه اللهجة يشرفكم أن تتحدثوا به أمامنا، نحن في وضعية، وضعية المريض، وضعية المستضعف المقهور المستذل، وهو الذي يحتاج إلى كلمة رقيقة لينة منكم.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
دروس من وحي عاشوراء
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 10/1/1423 ه الموافق: 23/3/2002م
اليمن – صعدة
*نقلا عن : موقع أنصار الله