نحن اليوم معنيون بحكم انتمائنا بحُكم هويتنا وبما يرتبط به هذا الانتماء من منهج من تعليمات من مبادئ من قيم من أَخْلَاق.. برموز الإِسْلَام الذين قدموا الصورة الحقيقية فيما قالوا وفيما فعلوا وفي سلوكهم وفي مواقفهم عن الإِسْلَام رَسُـوْل الله مُحَمَّـد “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ” وورثته الحقيقيين الهُداة في هذه الأُمَّـة الذين يمثلون جوهرَ الإِسْلَام وحقيقة الإِسْلَام، ومنهم الإِمَـام الحُسَـيْن “عَلَـيْهِ السَّـلَامُ” الذي قال عنه الرَّسُـوْل “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ”: ((حُسَينٌ مِنِّي، وَأَنَا مِنْ حُسِين، أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيِنًا، حُسَينٌ سِبطٌ مِنْ الأَسبَاطِ)).
الإِمَـام الحُسَـيْن “عليه السلام” حينما وقف في المقام الذي خيّر فيه بين السِّلَّة وبين الذِّلَّة قال “عَلَـيْهِ السَّـلَامُ”: ((ألَا وإنَّ الدَّعِي ابنَ الدَّعِي قَدْ رَكَزَ بَينَ اثنَتَيْنِ: بَينَ السِّلَّةِ، والذِّلَّةِ، وَهَيْهَاتَ مِنَّا الذِّلَّةُ، يَأبَى اللَّهُ لَنَا ذَلِكَ، وَرَسُوْلُهُ، والمُؤْمِنُونَ، وَأُنُوفٌ حَمِيَّةٌ، وَنُفُوسٌ أَبِيَّةٌ، مِنْ أنْ نؤْثِرَ طَاعَةَ اللِّئَام، عَلَى مَصَارِعَ الكِرَامِ)).
لن تفرض علينا الظروف ولن تضغطنا التحديات ولن تؤثر علينا الوقائع لتركعنا أَوْ تحملنا لطاعة اللئام؛ لِأَنَّ طاعة اللئام لؤمٌ خسة انحطاط تجرُّدٌ من الإنْسَانية خروجٌ عن نهج الحق خسرانٌ في الدنيا وخسران في الآخرة، طاعة اللئام في ماذا؟ ما الذي يريده منا اللئام أن نطيعهم فيه؟ كُلّ ما يريدون أن نطيعهم فيه هو معصية لله، هو انحطاط من الكرامة، هو خروج ونزول عن العزة، لؤم بكل ما تعنيه الكلمة، شعبُنا اليوم يمن الإيْمَـان يستحي ولو بالحياء من رَسُـوْل الله يوم القيامة أن يلقاه بطاعة اللئام وَأن يخلع ثوبَ الإيْمَـان ووسام الشرف ليتحولَ عبداً خانعاً لقرن الشيطان، الرَّسُـوْل لم يدعُ بالبركة لأُولئك، دعا بالبركة لنا نحن وفينا أهل اليمن وفي أهل الشام، اليوم نرى هذا البركة وآثار هذه البركة في مدى الالتزام بالمواقف في الأَخْلَاق الكريمة في الانتماء الصادق في الحفاظ على الهوية، نحن اليوم وفي هذا المكان وفيما نواجهه من تَحَدٍّ كشعب مسلم مضطهَد مظلوم ننطلق، ومنطلقاتنا هي ذات المنطلقات التي انطلق منها الإِمَـام الحُسَـيْن “عَلَـيْهِ السَّـلَامُ” منطلقاتُ مبادئ وقيم ليست مسألة قائمة على أَسَاس المراوغات السياسية ولا المزايدات السياسية ولا المكاسب السياسية المجردة التي لا ارتباط لها لا بمبادئ ولا بقيم. لا.
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
ذكرى عاشوراء 1438 هـ
*نقلا عن : موقع أنصار الله