أصبحت المهمة الأبرز للعديد من مسؤولي الوزارات والهيئات والمؤسسات في حكومة الإنقاذ هي تفقد الكراسي والطاولات في فروع المكاتب، والاطلاع على سير المهام التي لا يمارسونها، وعلى مدى استمرار المطبات والحفر في الشوارع، والتشديد على ضرورة جودة الصور وأهمية العناية بالخبر الصحفي وضرورة بثه في كل القنوات!
تلك هي مهمتهم، فيما البعض منهم يجهد نفسه كثيرا بمشقة السفر والعمل، خصوصا عندما يتنقل من محافظة إلى محافظة لمتابعة الأداء، وخلف كل مسؤول كتيبة مرافقين، ومطاعم فاخرة ووجبات باهظة الثمن، وبدل سفر، وبترول، وحق مرافقين... وكلها من فاتورة إيرادات الفرع، ومن خزينة الأوجاع التي تكبدنا مرارة استمرار هؤلاء في مناصب للسياحة وتعديل المزاج!
والقصة كلها: يتفقد... يطلع... يزور... ويجند المرافقين للتواصل بالإعلاميين الفاعلين لمهمة ممارسة الدحس منذ بلوغ ذروة ونشوة القات لطرح التوصيات والإرشادات وعدم تأخير خبر الزيارة ونشاط التفقد المفرغ من الهدف والأثر والنتيجة!!
سيدي معالي وزير الإعلام، لقد قضت توجيهات القيادة الثورية بضرورة التهيئة للتغيير، ونحن بحاجة ماسة إلى تغيير نمطية السياسة الإعلامية القاتلة، التي نساهم من خلالها في تعزيز الفساد وتحسين صورة من يمارسونه، بمهام وطنية مفرغة من الأهمية، ونشعر من خلالها أننا نرتكب ذنوباً كبيرة في التعاطي الإعلامي مع أنشطة مسؤولي دولة يتم تقديمهم -حسب السياسة الرسمية- في صورة مثلى، مع معرفتنا أن أنشطتهم مثل زواج المتعة لا أقل ولا أكثر!!
معالي وزير الإعلام، نحن بحاجة ماسة لتغيير السياسة الإعلامية السلبية، التي تخدم -بطريقة مباشرة وغير مباشرة- أشخاصاً يُفقرون خزينة الدولة بتنقلاتهم تحت مسمى أنشطة هزيلة دوافعها الظهور الإعلامي.
نحن بحاجة لتغيير جزء من سلبيات السياسة الإعلامية، ومتلهفون سيدي الوزير لأنْ نغرد خارج المهام الإعلامية الرسمية في مواقع التواصل، حتى مرة بالشهر، ضد هؤلاء الذين نرى ذروة سنام الفساد يتجسد في زياراتهم الميدانية المتخمة بفواتير باهظة من دم الشهداء، وأنين الجرحى، وجراح الشعب، وآلام الأمهات والأسر المكلومة، والجائعين من آلاف المتسولين على الأرصفة، وعلى حساب متطلبات مرحلة عصيبة وحساسة يمر بها الوطن.
* نقلا عن : لا ميديا