تعيشُ قوى تحالف العدوان -بقيادة أمريكا وبريطانيا وأداتهما السعوديّة والإمارات- واقعَ الهزيمة والفشل على كُـلّ المستويات، وَحالةَ العجز تجاه ما تفرضُه العاصمةُ صنعاءُ -بفضل الله تعالى- من معادلات ردع استراتيجية في الميدان، والتي منها معادلةُ حماية الثروات النفطية التي كانت ولا زالت المعادلةَ المثبَّتة عسكريًّا، وَالتي أفقدت قوى العدوان القُدرةَ على نهب الثروات من المناطق الجنوبية في شبوة وحضرموت، كذلك في مأربَ، كما كان في السابق.
وعليه اتجهت هذه القوى، بقيادة أمريكا، خُصُوصاً في هذه الظروف الحسَّاسة إلى شَنِّ حربٍ شيطانية، أَو بمعنى أقرب الخطة “ب” التي توجّـه لاستهداف الوضع وَالجبهة الداخلية.
حربٌ تحتوي على توليفة “هجينة” من الحروب المتداخلة هي: (حرب ناعمة -حرب نفسية –اقتصادية -مخابراتية)، فإلى جوار الحرب الاقتصادية الخانقة التي يُطْبِقُها على شعبنا اليمني، من خلال الحصار ينفّذ حرباً دعائية ممنهجة، منها حملات تشويه وإساءَات موجَّهة وسيل من التضليل الإعلامي المنظَّم الذي تديرُه ترسانةُ قوى العدوان الإعلامية التابعة للسعوديّة والإمارات وبإشراف مباشر من أجهزة المخابرات CIA وMI6 الأمريكية والبريطانية.
حيث اعتمد تحالُفُ العدوان على مكائن الإعلام ومواقعِ التواصل بالتحديد، مدعومةً بجيشٍ من أبواقه المرتزِقة والطابور الخامس والمنافقين في الداخل الذي يُعتبَرون المحرِّكَ الرئيسيَّ لهذه الحرب الشيطانية.
وقد لوحظ في هذه المرحلة الكثيرُ من الحملات الإعلامية المضلِّلة ونشر الشائعات والتشويه والإساءَات المختلفة التي توزعت بعضُها على الصعيد العسكري والأمني وعلى الصعيد السياسي والاقتصادي؛ فقد حاولت قوى العدوان أن تشن حملاتٍ منظمةً تستهدفُ عقولَ المواطنين وتضليلَها بالدرجة الأولى، وتشويه الأجهزة الحكومية في العاصمة صنعاء وشيطنتها، وبالمقدمة الأجهزة الأمنية ورموز الدولة والقيادة.
وقد كان اعتمادُ العدوّ في هذا الصدد على التالي:
الأول: مكائن الإعلام المختلفة، سواء قنوات أَو مواقع ووكالات إخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت قنوات تضخ من خلالها الكذبَ والتضليلَ والتشويه.
الثاني: عملائها ومرتزِقتها وأبواقها من الإعلاميين المرتزِقة والمنافقين الذين يقومون بنشر التهويل والافتراءات الكاذبة عبر الإعلام وَمواقع التواصل وَأَيْـضاً في أوساط المجتمعات.
وعن طبيعة أهداف هذ الحرب فَــإنَّه يمكن تحديدها وفقاً لسجل أنشطتها كالتالي:
أولاً: محاولة تسعير القضايا الهامشية في الداخل، وإثارة البلابل، وَزيادة تأثير مواقع التواصل ونشاط المنافقين للسيطرة على الرأي العام وتفكيك الوعي الجمعي للناس.
ثانياً: شيطنة أجهزة الدولة وعرقلة عملها، لا سيَّما الجانب الأمني والاجتماعي والاقتصادي، عبر سيل الدعايات والشائعات والتشكيك وحملات التشويه واستهداف عمل القيادة.
ثالثاً: محاولة تفكيك الصمود الداخلي وجَرْف توجّـهات الناس خارج أولويات مواجهة العدوان والتعبئة العامة وإغراقهم في قضايا هامشية لا قيمة لها.
لذلك هذه الحربُ الشيطانية تكشفُ بشكل واضح حالةَ الضعف والهزيمة والإفلاس التي تعيشُها دولُ العدوان السعوديّ الإماراتي، ومن خلفهم الأمريكي والبريطاني، التي استنفدت بالفعل كُـلَّ أوراقها وفشلت على كُـلّ الاتّجاهات -بفضل الله تعالى- أمام صمود وَوعي شعبنا اليمني وقواته المسلحة في العاصمة صنعاء، حَيثُ أصبحت قوى العدوان الإجرامية في مرحلة لم يبقَ لها سوى الساحة الإعلامية؛ لردم هُوة الفشل والتخبط التي تعيشُه والتي هي في الأخير محاولةٌ ستنتهي بالفشل والانهيار -بعون الله تعالى وفضله-.