تجد في قول الله تعالى: {وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِه} (الزمر33) أنها نقطة هامة جدًا، نقطة هامة جدًا أن تكون أنت أول مصدق بما تأتي به، مصدق بما تتحرك فيه أنت، وإلا فيجلس واحد مرقِل، يجلس واحد مبهطل، يجلس واحد غير مهتم، ما عنده حركة، ولا عنده تفاعل جاد.
إذا واحد مثلًا ما هو مصدق بالقضية، وقد يكون الكثير من الناس هكذا متحركين وما هم مصدقين؛ لأنه يوجد داخلهم عوج كثير في نفوسهم، وفي أذهانهم، [خليهم البادي منهم، لكن معهم هه: الله أكبر الموت لأمريكا].
نحن نقول: يجب أن تفهم، يجب أن تفهم، أن عليك أن تعتقد عقيدة أن دين الله لا يحده حدود، وليس أمامه عوج، وأنه يجب أن تنظر نظرة القرآن، وإلا فقد يكون الإنسان فعلًا عقيدته باطلة في الله؛ لأن كل الأفكار لدينا هي تقصر المسافات، تقصر الرؤى، يصير معناها أنه ماذا؟ أن هذا الدين غير قادر، ومن وراء هذا الدين وهو الله سبحانه وتعالى أن ينصر دينه، أن يعلي كلمته، أن يظهره على الدين كله. تفهمون أنها حالة خطيرة؟ تحدثنا عنها أكثر من مرة.
الإنسان يكون عنده: [وين هي أمريكا! ووين احنا من امريكا!،] ثم يفتر، ما هو في الأخير يفتر واحد؟ يرجع يفتر؟ لماذا؟ لأنه ليس ممن {جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِه} كان رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) والله يذكر هنا في نفس هذه السورة عندما قال: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} (الكهف6)؛ لأنه مصدق بهذا الحديث هو، ينطلق بجدية، ينطلق باهتمام، ينطلق برؤية لديه عالمية، مع أنه كان في مدينة واحدة، في المدينة المنورة، ورؤيته رؤية القرآن، ونظرته نظرة القرآن، وهو يعلم أنه رسول للعالمين جميعًا.
فهو في زمنه يخطط، ويتحرك فعلًا في رسالته يتحرك ليبني أمة، ولبناء أمة تكون قادرة على أن تتحرك بهذا الدين على العالمين، ليظهر على كل الديانات، ليظهر على كل الثقافات، ليظهر على كل المجتمعات الأخرى الباطلة؛ {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (التوبة33).
إذًا فعليك كواجب؛ لأن الله يريد منا أن نعمل، أن نعمل، نحارب أمريكا، إسرائيل، هي الدنيا هي صغيرة في عالم الله، اعتبر أننا نحن وإياهم داخل بيت فقط، داخل بيت واحد، يعني بيت واحد من ضمن هذه البيوت الكثيرة، الكواكب الكثيرة في هذا العالم الفسيح.
نتصارع نحن وإياهم، نتكلم، نرفع شعارات، منشورات، نعد أنفسنا، يحصل ما حصل. ابعد من ذهنك أمريكا كبيرة؛ إسرائيل كبيرة، بالعناوين الكبيرة، هي عوج، هي تعتبر عوج، وهي التي دائمًا تقعد الناس فعلا، هي التي تقعدهم، لا يأتي عوج أبدًا إلا من داخل النفوس، تخلي الناس يقعدوا، فلا يعودوا يتحركوا لشيء، أو يتحركوا ببرودة، وتثاقل.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
آيات من سورة الكهف
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: الجمعة 29/8/2003م
اليمن – صعدة
*نقلا عن : موقع أنصار الله