في ظل استمرار تحالف العدوان في غيه وغطرسته وحماقاته وارتكابه المزيد من جرائم الإبادة الجماعية والمجازر بحق أبناء الشعب اليمني،على مدى ثلاث سنوات ونيف، والتي كان آخرها تماديه وانتحاره في معركة الحديدة والساحل الغربي، وحشده الحشود من قواته الغازية ومرتزقته من الداخل، واستخدامه كافة أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا , برية وبحرية وجوية ،ولكن حصل ما لم يكن يتوقعه العدو ،فقد تحول الساحل الغربي إلى براكين ملتهبة تلتهم قوى الغزو والاحتلال وأذنابهم ،وتحصد معداتهم، فقد تم التنكيل بهم وقواتهم ،وتقطيعهم إلى أوصال.
وخلال معركة الحديدة كان يعتقد تحالف العدوان أنها ستكون معركة خاطفة، وأنها ستغير معادلات الحرب لصالحهم ، نظرا لطبيعة الأرض الساحلية والتي تعتبر في صالحهم لوجود الغطاء الجوي ،كذا ما يمتلكونه من عتاد وأسلحة متطورة ،وكذا ما حشدوه من جيوش ومرتزقة من أبناء المحافظات الجنوبية المغرر بهم ، من يسمونهم “ألوية العمالقة وقوات المقاومة” ومرتزقة طارق عفاش من يسمونهم “حراس الجمهورية ” ، وما قاموا به من حملات إعلامية وتضليل وفبركات إعلامية ضخمة بهدف تحقيق انتصارات وهمية.
ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى وتضحيات أبطال الجيش اليمني ولجانه الشعبية ووعي أبناء الشعب اليمني، فقد كانت معركة الساحل الغربي والحديدة مقبرة للغزاة والطامعين في احتلال أرض اليمن وانتهاك سيادته واستباحة أعراض أبنائه، فهذه المعركة غيرت معادلات الحرب على الأرض، ولم تنفع الحشود البشرية ولا العتاد والأسلحة المتطورة والحديثة التي استخدمها الغزاة في المعركة، فقد تم إلحاق الهزيمة بهم منذ أول يوم وطأت أقدامهم ارض الحديدة،وتم تحطيم مدرعاتهم ودباباتهم واغتنامها،وخلال هذه المعركة فقد كان سلاح الجو المُسّير هو مفاجأة المعركة والذي ألحق الدمار والويل بقوات ومعدات الغزاة والمحتلين، وكذلك القوات البحرية والدفاع البحري والتي كان لها دور فعال ورئيسي في هذه المعركة من خلال استهدافها إحدى البوارج المعادية،ومنع اقتراب أي بارجة إلى الساحل الغربي.
غيرت معركة الحديدة مجريات الأحداث على الأرض، نظرا لشجاعة وحنكة واستبسال واحترافية الجيش اليمني ولجانه الشعبية ، ما جعل من معركة الحديدة والساحل الغربي محطة ونقطة انطلاق لتحرير المحافظات اليمنية المحتلة من قبل الإمارات والسعودية،وذلك لما يتعرض له أبناء هذه المحافظات المحتلة في عدن وتعز وحضرموت ولحج وسقطرى وغيرها من انتهاك للأعراض وتعذيب وحشي في سجون الإمارات السرية ونشر للإرهاب وتدمير للخدمات الأساسية.
كل هذا جعل من أولويات الجيش اليمني ولجانه الشعبية وكافة أبناء الشعب اليمني، تحرير كل شبر من تراب اليمن الطاهر ،وهو ما حدث بالفعل وما عملية قصف مقر قوات تحالف العدوان في البريقة بعدن من قبل الطيران المسير إلا خير دليل ،ورسالة مفادها إنكم أردتم من معركة الحديدة والساحل الغربي تضييق الخناق علينا وإحكام السيطرة على كل السواحل اليمنية، والضغط على المجلس السياسي لتقديم التنازلات والخضوع لكم وتنفيذ مخططاتكم، وأن ترتكبوا بحق أبناء تهامة أبشع الجرائم وتنتهكوا أعراضهم وتفتحوا لهم سجوناً سرية ،وتنشروا قواعدكم من داعش والقاعدة في هذه المحافظة كما فعلتم بالمحافظات التي تحتلونها،ولكننا حولناها إلى معركة تحرير لكل شبر من ارض اليمن ،وان اليوم والغد لن يكون كالأمس، فلن تنعموا بالراحة بعد اليوم في المناطق التي تحتلونها، ولن تمارسوا ضد أبنائها التعذيب والتنكيل، فالمعركة تغيرت من الدفاع إلى الهجوم ،ولن ننتظركم حتى تأتون إلينا ، بل سنكون نحن المبادرين في جميع الجبهات على مستوى الداخل وما وراء الحدود ،وان استهداف مقر قيادة التحالف في عدن هو البداية والقادم أعظم .
كما أن المنصات تحت أرضية التي كشف النقاب عنها من قبل القوة الصاروخية ، وأزيح الستار عنها مؤخرا ،تعتبر إضافة نوعية ومتقدمة أذهلت العدو،وهي ما ستغير المعركة في قادم الأيام، فمعركة النفس الطويل نحن من سيتحكم بها وعوامل النصر قد ترسخت ،والعدو لن يستطيع التأثير على سير المعركة ،فالمعادلة تغيرت والموازين انقلبت، وما قيام المبعوث الأممي بعدة زيارات إلى صنعاء إلا بهدف إنقاذ قوات تحالف الغزاة من الورطة والمستنقع الذي وقعوا فيه، بانتحارهم في معركة الساحل الغربي .
ولو كان الوضع والمعركة لصالحهم لما رأينا غريفيث يهرول إلى صنعاء، ولما سمعنا الأمم المتحدة والمنظمات العالمية تحذر من حدوث كارثة إنسانية إذا حصل اقتحام للحديدة ومينائها وهو ما لم نسمعه من قبل ،على الرغم من ارتكاب تحالف العدو مئات المجازر والجرائم بحق أبناء اليمن في تعز،وعدن وصنعاء وحرض والمخا وغيرها،ولكن نظراً للمتغيرات والتي ليست في صالح العدو ،رأينا ما رأينا وسمعنا ما سمعنا.
وفي الأخير نقول للأعداء لقد اخطأتم حساباتكم، وعليكم ان تحملوا أمتعتكم وترحلوا لأنكم قد تماديتم في ارتكاب الجرائم بحق اليمن وأبنائه ،وإن الحديدة هي من ستحرر المحافظات المحتلة وإن الساحل الغربي هو من سيحرر كل السواحل والجزر اليمنية المحتلة،ومن سيحافظ على الوحدة اليمنية أرضا وإنساناً ،وإن أهدافكم ومخططاتكم ستفشل بفضل الله سبحانه وتعالى ،ووعي أبناء اليمن الأحرار والشرفاء،وتضحيات أبطال الجيش اليمني ولجانه الشعبية الذين يقفون اليوم أكثر من أي وقت مضى على أهبة الاستعداد وبجهوزية قتالية عالية لدحر وطرد الغزاة والمحتلين ومرتزقتهم.
وعاش اليمن حراً أبياً ،والخزي والعار للخونة والعملاء.