إنَّ شعبنا العزيز، يمن الإيمان، وأحفاد الأنصار، باحتفاله بهذه المناسبة يعبر عن هويته الإيمانية، وعلاقته الوثيقة برسول الله نبي الرحمة والفلاح، وعن محبته الصادقة وإعزازه وتعظيمه لخاتم الأنبياء وسيد المرسلين، وعن تقديره لنعمة الله تعالى، بالرسول والرسالة والهداية، كما كان ابتهاج وفرح أسلافه الأنصار بفضل الله “جلَّ شأنه” عليهم يوم قدوم رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” مهاجرًا إليهم، {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}[يونس: الآية 58].
اليوم يجتمع شعبنا هذا الاجتماع المهيب الحاشد العظيم من كافة أرجاء البلد، بالرغم من حجم المعاناة، وصعوبة النقل، وشدة الحصار، وما ألحقه العدوان الأمريكي السعودي من أضرارٍ شاملةٍ بالبلد، وبالرغم من الحرب الإعلامية التضليلية غير المسبوقة، إلا أن ذلك بكله لم يثن شعبنا عن هذا الحضور الكبير، والاحتفاء في كل مناطقه الحرة بما يليق بعظمة هذه المناسبة، ليقول للعالم أجمع أن دافعه في تفاعله العظيم مع هذه المناسبة دافعٌ إيمانيٌ، وأنه قد عمَّد هويته الإيمانية بدمائه الزكية وتضحياته العظيمة، وليقول لكل طغاة الأرض ومجرمي العالم بأنه شعبٌ يقدس حريته؛ لأنها جزءٌ من إيمانه، ويأبى الخنوع لكل المستكبرين؛ لأنه يستلهم صموده وثباته من أعظم قائدٍ عرفه التاريخ، وأقدس معلمٍ وقدوةٍ للبشرية؛ رسول الله وخاتم أنبيائه محمد “صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله”.
شعبنا اليوم يقول لأعدائه المستكبرين: إن إرادتنا لن تنكسر، وإن صبرنا لن ينتهي، وإن ثباتنا لا تراجع فيه؛ لأن مصدره هذا الإيمان، فنحن شعبٌ قدوتنا وأسوتنا هو رسول الله “صلى الله وسلم عليه وعلى آله”، ومنهجنا وثقافتنا هو القرآن، ونستمد صبرنا من هذا المعين الذي لا ينضب، واعتمادنا هو على الله تعالى، وهو خير الناصرين.
أيها الإخوة والأخوات، الحاضرون جميعًا، إني أحييكم وأرحب بكم، وأحيي فيكم هذه الروح العالية، وهذا التفاعل الكبير، وهذه الحيوية التي تقدم صورةً عظيمةً عن شعبنا الصامد الحي المعتز بعزة الإيمان، والذي تعجز كل قوى الشر والطاغوت والاستكبار من إماتة حيويته وكسر إرادته وإذلاله وقهره، فهو شعبٌ لن يهون ولن يستكين، ومهما كان حجم العدوان ومستوى التضحيات فهو ذلك الشعب الصامد والشامخ والحي والحاضر بقوةٍ في كل مقامٍ يستدعي الحضور، في الجبهات، وفي الساحات، وفي المناسبات، كهذه المناسبة المباركة، التي يستلهم منها أعظم الدروس، ويستنير منها بنور السراج المنير، ويعبّر عن وفائه وعرفانه وتقديره لخاتم الأنبياء.
الخطاب الجماهيري للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف12 ربيع الأول 1439هـ
*نقلا عن : موقع أنصار الله