عبدالحميد الغرباني
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالحميد الغرباني
اليمنُ بعضُ فلسطين
“طُوفانُ الأقصى” في البحرِ الأحمر
العيدُ ال 9 لثورة 21 سبتمبر: محورُ المقاوَمة يُحلِّقُ بجناحٍ من الركن الجنوبي لشبه الجزيرة العربية
لنواصِلْ مواجَهةَ العدوّ
أُمُّ المعارك
الوفد العماني في صنعاء: تفاوض لضبط الصراع لا لإنهائه
الميقات الزراعي للذرة الرفيعة : الأهمية والحضور في الموروث الزراعي اليمني
موسم زراعة الذرة: الزُّرّاع في الحقول وسط غياب معاملات ما قبل التِلام ووسيلة الحراثة التقليدية
الدبلوماسية المكثفة.. عنوان الخطة "ب" ضد اليمن
مجالاتُ التنمية الزراعية: دورُ الدولة ومسؤوليةُ القطاع الخاص

بحث

  
بين المسؤولية والسؤال “1”
بقلم/ عبدالحميد الغرباني
نشر منذ: سنة و 4 أشهر و 18 يوماً
السبت 17 ديسمبر-كانون الأول 2022 06:18 م


كَثيراً ما ناقشنا مع مسؤولين تردِّي وَضْعِ مؤسَّسات الدولة، وَتحسَّرنا على غِيابِ التحوُّلِ المنشودِ في مجالاتٍ كثيرةٍ على رأسها المرتبطة بالخدمات العامة، وفي المقابل دائماً ما تكرّرت إجَابَةٌ واحدةٌ وإن اختلفت المفردة تعزو سببَ ما نشكوه إلى محدوديةِ الإمْكَانات وضعفِ الكوادر وقيود القوانين، وأن كُـلَّ ما يتصلُ بهذه الثلاثية، يطيلُ التعثرَ ويعمِّقُ رواسبَ وَتركة الماضي وَيزيد وطأة تداعيات وآثار العدوان والحصار، اليوم وقد بلغ السيلُ الزُّبى كما دلَّ على ذلك توصيفُ السيد قائد الثورة وضعَ مؤسّسات الدولة بالمُزري، يمكن طرحُ متطلبات السير نحو التغيير والتحول عن هذا الوضع إلى واقع أفضل.

ماذا نحتاج؟

دورانُ عجلة خلاص البلاد من الوضع المزري يطلبُ تمكينَ ذوي الكفاءة مكانتهم وإعادةُ النظر في التشكيلة الممسكة بتلابيب القرار في مؤسّسات الدولة كلها، بدايةً من الحكومة المزدحمة جِـدًّا بأسماء تفتقرُ لما تقدمه ولا تملكُ مبادرةً حقيقية للبناء وَالنهوض بالمؤسّسات، أكثر الحقائب الوزارية يشغلها وزراء لا ينتمون لاختصاصاتها جلبهم إليها منطقُ المحاصصة فيما هي تحتضن عقولاً نيرة وقدرات وطاقات مهدورة مَقصيَّة لم تجد بعدُ فرصتَها لمراكز القرار والإدارة، وشهراً تلو آخر ومرحلةً إثر أُخرى حواجز الواسطة وغيرها تعترضهم، بلدُنا في وفرةٍ من هذه الفئة وفقط لم يكتشفهم متخذو القرار في ظل سياسات تعيين مختلة تراكم معيقاتٍ تنمويةً وتطورية.

لا بل لم يُبحَثْ عنهم، فيما البحثُ عن الشخصيات القادرة في مظانها الخطوة الأولى للتغيير وَسيكتشفهم الباحث من نتائج لافتة لعمل ما زاولوه أَو تجربة طوّروها أَو سُمعة لامعة تركوها أَو كفاءة مشهودة، وثمة منهم فئةٌ يتشاطرون مظاهرُ عيانية عديدة ليس من بينها امتلاكُ الفلل والعقارات والحسابات البنكية، وَيعبّر عن بعضهم بساطةُ الملبس وَالمأكل وَالحركة عبر العام من المواصلات أَو ما توفر من سيارات غير فارهة، وثمة من تقدمهم أُطروحاتُهم تجاه التصحيح ولوازمه والبناء وعوامله، ويستدل على آخرين بما لازموه من شفافية وَنزاهة تجاه المال العام وحُرمته بالنسبة لهم، فلم يحتال عليه تحت عنوان التخطيط وَالإعداد والتحضير للمشاريع والنفقات التشغيلية الباهظة والنثريات المبالَغ فيها والمكافآت وبدل التنقل و… إلخ.

الكوادرُ النقية موجودةٌ وَكثيرةٌ والمهمُّ اكتشافُها وإن كانت عدمُ الوصولية في أنفسهم لا توصِّلهم، وإن لم تزاحم مِلفاتُهم مِلفاتِ الوصوليين وإن طوت هذه الملفات خبراتَهم ودرايتَهم.

وكيف يمكن الوصول إليهم فيما ما تزال آلية الترشيحات لهذا المنصب وذاك الموقع وهذه المؤسّسة وتلك الوزارة من فلان وَعلان وفي إثرها يتم التعيين وإصدار القرارات، هذه الآلية فاسدةٌ وَوسيلة نفوذ وطريق لتثبيت وتعميق آخر وفي نفس الوقت لا تستنقذ الجهاتُ والمؤسّسات والمحافظات موضعَ التعيين والتغيير، أما لماذا؟ فلأَنَّ حسن اختيار الأشخاص وَتعيينهم يضمنُ القضاءَ على كُـلِّ تأخُّر وَيجتازه بشكل لافت فيما سوءُ الترشيحات والتعيين يُعمِّرُ التعثر ويستولد السخط.

يجب الحذرُ من الشللية التي يوقع فيها البعضُ بفعل الغير وإن كان بثوب الناصح أَو يقع فيها آخرون باستبساط الأمور وَتساهل تداعيات ذلك، الشللية بدائيةٌ تشكل حاجزاً أمام التغيير ولا بُـدَّ من قَصْمِ ظهرها ويجب أن نبحثَ عن الكوادرِ الكفؤةِ وَالمقتدرة والمؤمنة من كُـلّ الشعب، من الخطأ أن نحصرَ هؤلاء على جهة أَو نبحثَهم في محافظة، إن الاقتصارَ على عدد معيّن من الناس أَو نمطٍ واحدٍ يغرسُ شعورًا لدى الكثير أن لا دور لهم وأنَّ القوةَ الوافدةَ لا تختلفُ عن السابقة.

إنَّ كُـلَّ مَن نعلمُه يتفانى في ترتيباتٍ ضامنةٍ لمستقبلِه وأُسرتِه لا يخدُمُ المرحلةَ ولن يخدُمَ الشعبَ في أية مرحلة، التفاني في المصالح الخَاصَّة يقيِّدُها عن العموم فيما السعيُ الدؤوبُ في المصالح العامة يخدُمُ كُـلَّ اليمنيين وينفعُهم جميعاً، وهذا نهجٌ لمن يتحلون بالمسؤولية ويتملَّكُهم الإخلاصُ في ما يوكل إليهم من الأعمال وتسيرُ إليهم مقاليدُ الأمور هنا وهناك، إن هاتين الصفتين كافيتان لاختيارِ البعض وتعيينهم، ثم في طريق المزاولة العملية ستتعاظمُ القدرةُ وتتطوَّرُ لديهم، وكُلُّ هؤلاء وَأينما كانوا يشكلون حيزاً كَبيراً من كادر التغيير المطلوب، لكن ثم سؤال آخر: ما المطلوب؟ تستوقفُ عنده سطورٌ أُخرى.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
محمد حسن زيد
مشهدان متناقضان للحرية الأمريكية
محمد حسن زيد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
رشيد الحداد
الحوثي يفتتح مرحلة تصعيد رابعة: تهدئة غزة ليست نهاية المعركة
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
وديع العبسي
ارتفع صوت المقاومة
وديع العبسي
مقالات ضدّ العدوان
يحيى المحطوري
لماذا لم نُخدَعْ
يحيى المحطوري
محمد محمد أحمد الانسي
الحروب والأزمات في العالم وعلاقتها بمشاكل الاقتصاد الأمريكي
محمد محمد أحمد الانسي
مجاهد الصريمي
عالم العميان
مجاهد الصريمي
خالد العراسي
هؤلاء من سيحققون استقلال اليمن ونهضته
خالد العراسي
عبدالرحمن مراد
اليمن.. من تعطّل التاريخ إلى الانتصار
عبدالرحمن مراد
أيوب أحمد هادي
الشهادةُ عطاءٌ يستحقُّ العطاء
أيوب أحمد هادي
المزيد