عبدالعزيز البغدادي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالعزيز البغدادي
هل اليمن بيتنا؟
ثقافة السلام.. حاجة أم ضرورة؟
حربٌ على الإرهاب أم تلاعبٌ بالعقول؟!
في طريق بناء الدولة المدنية
العدالة والأمن.. حق المواطن ومسؤولية السلطة
معرفة الحقيقة مفتاح العدالة الانتقالية
فتح الطرق وإنهاء الانقسام مسؤولية مَنْ؟
الإنسان بين الضآلة والجبروت!
الخطوة الأولى نحو تحقيق السلام والمصالحة الوطنية
الحرب النفسية والإعلام بين سلاح الصدق وآفة الكذب!

بحث

  
في العلاقة بين الشأن المحلي والدولي
بقلم/ عبدالعزيز البغدادي
نشر منذ: 10 أشهر و 17 يوماً
الثلاثاء 13 يونيو-حزيران 2023 09:30 م


بين الشأن المحلي والدولي علاقة لم يعد بالإمكان قطعها أو تجاهلها بعد أن اتسعت الصلات وتطورت وسائل النقل والمواصلات والاتصالات بمختلف أنواعها وأشكالها، وأصبح من الصعب إن لم يكن من المستحيل العيش في حالة عزلة كما عاشتها بعض الدول ومنها اليمن التي أطلق عليها الشهيد محمد محمود الزبيري (جزيرة واق الواق ) في روايته التي حملت نفس الاسم تعبيراً عن مدى عزلتها في مراحل اعتمد المستبدون العزلة وسيلة للحفاظ على السلطة وهي وسيلة تبين أنها محض وهم فسياسة العزلة لا تؤدي ولن تؤدي سوى إلى مزيد من الضعف والتخلف وتنمية الأحقاد داخل المجتمعات لأن الداخل عنوان للخارج حباً وبغضاً قوة وضعفاً، فلا يمكن أن تكون قوياً مهاباً في الخارج وأنت مكروه منبوذ متخلف في الداخل.
هذا هو منطق من يحب الحياة ويعشق الحرية ويقرأ التأريخ بوعي من يبحث عن الاستفادة من تجاربه لا من يبحث عن عبادة القبور وتقديس الأولياء والتوقف عند مرحلة مظلمة من مراحل الصراع والعصبية المريضة ونظرة التقديس والتكديس التي كبلتنا مئات السنين والتي لم نذق منها سوى ويلات الحروب والصراعات المتوارثة؛ لابد من الخروج من هذه الدوامة لمن يريد الحياة ويتوق إلى العيش الكريم.
لغة المصالح تُسَيِّر العامل الدولي الذي ما يزال وسيظل متحكما بحياة الدول والبلدان، ومع ذلك تتفاوت فرص نجاح التدخل في شؤونها وصوره بتفاوت مستويات الوعي لدى حكومات وشعوب هذه الدول، ولا يوجد وصفة سحرية لتحديد ضوابط العلاقة بين العامل الوطني والدولي ومستوى تأثير أي منهما على القرار سوى الوعي الوطني الذي تتولد عنه سلطة تقوم إدارتها على العلم وليس على التنجيم والخرافة وإثارة النزعات الطائفية والقبلية أو غيرها مع أن مستوى الوعي لدى القبيلة اليمنية تجاوز منذ زمن حالة العصبية العمياء ربما أكثر من غالبية من أصبحوا في مواقع مؤثرة في اتخاذ القرار بدون أي مؤهل !، بإمكان أي سلطة استخدام إمكانات الدولة في إخضاع الناس لما تريد أحيانا ولكن هذه اللعبة خطرة على من يستخدمها أكثر من خطورتها على الشعوب إذا لم يكن ما تريده يخدم المصلحة الوطنية خاصة إذا تحلت الشعوب بالوعي وقاومت أسباب وعوامل الجهل والتجهيل ، ومن يعتمد على هذه العوامل والأسباب إنما يراكم عوامل التفجير إلى أجل لن يكون له عليه سلطان لا في وقته ولا في قوته أو نطاقه ومداه وما ينتج عنه من آثار فكما ينمو الأفراد تنمو الدول وتتطور وتكسب احترام بقية الدول أو تنكمش وتنهار وتلاحقها لعنات الشعوب والتأريخ ؛
في مجلس أحد الأصدقاء تحدث أحدهم عن حضور بعض الدول بل وبعض الدويلات المصطنعة في الساحة الدولية وقبولها في حضن ما يسمى المجتمع الدولي بل واحتضانها رغم ضآلة حجمها المادي في الجغرافيا (المساحة) والديمغرافيا (حجم السكان) وفي تأريخها الذي لا يتجاوز متوسط عمر إنسان تحدث هذا الصديق عن استخدام هذه الدول كماشة لممارسة بعض أساليب التوحش في حق الشعوب ذات التأريخ الحضاري التي سمحت بجعلها ضعيفة أو مستضعفة في العلاقات الدولية مع التغني بماضيها وعن بعض ألاعيب الدول المتحكمة بالشرعية الدولية وحركة التأريخ وفي إضعاف هذه الدولة أو تلك ، وهنا أعتقد أن القاعدة الذهبية هي أن قوة الدول وقدرتها على مقاومة التدخلات في شئونها تعتمد على نقطتين أساسيتين:
الأولى: التحرك المسؤول داخلياً نحو بناء الجبهة الداخلية على الحوار والمشاركة في صنع القرار بمنطق المواطنة المتساوية واحترام مبدأ سيادة القانون والتداول السلمي للسلطة وهذا ما تبنى على أساسه الدول القوية في عصرنا ويصون ويحمي وحدتها الوطنية وتماسكها ويحقق العدالة.
الثانية: فهي التعامل مع العامل الخارجي للتدخل مهما كانت ضراوته وقسوته باتباع سياسة فن الممكن بروح من يبحث عن التكامل بين المصالح المشروعة والمقاومة للمصالح غير المشروعة.
هذا هو الضابط لما يسمى لغة المصالح وبه تقاس قدرة الدول على البقاء أو تعرضها لأسباب الفناء، فكم من أمم سادت ثم بادت لأنها فقدت القدرة على امتلاك هذه اللغة في تعاملها مع واقعها المحلي ومحيطها الإقليمي والدولي وفقدت قدرتها على المحافظة عليها بل وكم من امبراطوريات ذابت كالملح لاعتمادها على قوة البطش دون حكمة ودون هدى رغم ادعاءاتها بأنها استمدت قوتها وسلطانها من الله وكل من فعل ذلك في الماضي أو يفعله في الحاضر إنما يعتمد على الوهم ودون مبالاة بآلام ومعاناة الناس وسيدرك هذه الحقيقة طال الزمن أم قصر.
قفوا حيث أنتم
لا تستفزوا الجبال
البحر يتلو مواجيده والسماء ترجى
والزمان يسجل في دفتر الانتظار
لحظة الاندثار.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
عبدالرحمن العابد
ضربة يمنية قوية للكيان
عبدالرحمن العابد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالعزيز الحزي
مخاوف من مخاطر الخطة الأمريكية لإيصال المساعدات إلى غزة عبر البحر
عبدالعزيز الحزي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
محمد حسن زيد
مشهدان متناقضان للحرية الأمريكية
محمد حسن زيد
مقالات ضدّ العدوان
عبدالفتاح حيدرة
إيجابية صنعاء تُعالج كافة سلبيات اليمن
عبدالفتاح حيدرة
مجاهد الصريمي
أنوار وليس أسفارا
مجاهد الصريمي
د.أشرف الكبسي
ثقافة مغلوطة
د.أشرف الكبسي
حمدي دوبلة
بيئة اليمن
حمدي دوبلة
عبدالرحمن الأهنومي
بعد 3 آلاف يوم.. العدوان يتعلَّق بِقَشََّةِ الغريق
عبدالرحمن الأهنومي
عبدالحافظ معجب
أوهام الإمارات في جنوب اليمن
عبدالحافظ معجب
المزيد