صفاء فايع
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
صفاء فايع
قرارُ الفصل
يرونه شخصًا ونراه أُمَّةً
من ذاكرة مجزرة حافلة
من ذاكرة مجزرة حافلة

بحث

  
الدراما اليمنية وغياب الأولويات
بقلم/ صفاء فايع
نشر منذ: 3 أسابيع و 3 أيام و 11 ساعة
الإثنين 08 إبريل-نيسان 2024 12:25 ص


كما أي موسم زراعي لخضرة أو فاكهة هو موسم رمضان بالنسبة للدراما اليمنية، وكيمنيين لا نجد طوال العام أي عمل درامي، إلى أن يأتي رمضان حاملًا في جعبته عددًا من المسلسلات ذي المواضيع المستهلكة يتم إعادة عرضها بعد رمضان إلى أن يأتي رمضان في العام التالي.
بدأت الدراما اليمنية في تطور فني لا بأس به لما كانت عليه من قبل، لكن بالنسبة للمواضيع والأفكار التي تتناولها نلاحظ غياب للأولويات التي من الواجب تسليط دائرة الضوء عليها، ومن المؤلم جدًا أن يُترك الأمر بهذا الشكل إلى أن تتطرق له ذات يوم جهات خارجية.
في كل عام منذ حوالي أربعة أعوام أتفاءل خيرًا بأنه ربما هذا العام سيكون مختلفا بمواضيعه وأفكاره التي لا تحتاج البحث عنها في الأساس، فمنذ تسع سنوات صنعت الدراما الحقيقية (الحرب) آلاف المآسي والقصص الإنسانية التي لو تم تناولها بطرق مبسطة لدخلت اليمن مجال المنافسة الفنية من أوسع أبوابها.
تناولت المواضيع الدرامية خلال الأعوام السابقة مواضيع عدة كان من بينها موضوع العصابات واختطاف الأطفال كما في مسلسل (تكتيك)، لكن مثل هذه الأمور في أرض الواقع قليلة، كما أنها صوّرت حياة اليمنيين بنوع من الرفاهية من خلال عرض الفلل والشقق الفخمة التي يسكنها المؤدون للأدوار، ولا غريب إن شعر المواطن اليمني العادي أن هذا ليس واقعه ولا يمثله، فحياة العصابات والتجارة الممنوعة لا يمثل إلا نسبة بسيطة لا تكاد تصل إلى مسمى ظاهرة في مجتمعنا.
أما مسلسل (باقة ورد) فقد أفرط في عرض القدرات الاستخبارية في طريقة لا تخلو من التقليد لمسلسل الشبكة العنكبوتية أو مسلسلات مشابهة وبعيدًا كل البعد عن الواقع اليمني ومشاكله وحياة المجتمع البسيطة والخالية من كل هذه التعقيدات.
تناولت أيضا بعض الأعمال العادات والتقاليد في بعض المناسبات الدينية وأظهرت جمال وفن العمارة اليمنية ولا يختلف اثنان على الإبداع في التصوير في مسلسل (أبواب صنعاء) (والقريب بعيد)، لكن المواضيع التي تطرقت لها ليست بالأهمية تلك، وبالرغم من أنها عالجت ظواهر وركزت على أهمية هويتنا اليمنية، إلا أنها لم تصل إلى ما يحتاجه في هذا الوقت لن أقول المواطن اليمني فقط وإنما من في الخارج أيضا.
لا يستطيع أحد أن يعرف أو يشعر بحجم المأساة والمعاناة التي ذاقها اليمنيون خلال تسعة أعوام من الحصار والعدوان إن لم نجسد ذلك في أعمال درامية؛ وذلك لأنها الأقرب لقلوب الناس، في زمن تكاد تنتهي لغة الصحافة الورقية وينتهي المستمعون للراديو إلا من قلة يستمعون للبرامج المسابقاتية طمعًا في نيل الجوائز، ومع ذلك نرى غيابًا لهذه المواضيع بشكل مؤلم.
آلاف القصص جسدها أصحابها واقعًا وألمًا ومعاناةً على أرض الوطن (شهداء وجرحى وأسرى ونازحون وأيتام) لأطفال ونساء ولشباب في عمر الزهور تبدلت حياتهم وانقلبت في غضون أشهر ليعرجوا إلى طرقاتٍ لم تكن يومًا مكتوبةً في برامج أهدافهم، لكن الدراما اليمنية لم تستطع أن تجسدها إلا بمقتطفات لا تكاد تُذكر.
بطولات كذلك جسدها اليمنيون ومعجزات قد لا يستوعبها أو يصدقها من لم يعشها أو يرَهَا متجسدةً أمامه في مسلسل درامي يحكي تفاصيلها، رأينا أكثر من يتناول هذه المواضيع هي الصحف والبرامج الإذاعية والتلفزيونية التي تخلو في كثير من الأحيان من الإثارة والتشويق، ولا يهتم بها إلا فئة قليلة من الناس، ولِحَدِّ الآن لم نجد إلا تمثيلية إذاعية واحدة هي (جحيم مأرب في ظل الاحتلال) تُعرض هذا العام من إنتاج إذاعة سام، تحكي قصة أحد المُختَطَفين المُحَرَّرين من سجون مأرب وتفاصيل ما يحدث في غياهب سجون المرتزقة، وكما قلنا سابقًا رغم وجود مئات القصص من هذا النوع فقط –قصص المختطفين– إلَّا أن أحدًا لم يكتب سيناريو عنها ليتم عرضها دراميًّا في التلفاز.
لن أُعرّج في مقالي عن أدوار الممثلين المتكلفة وأداء نفس الأدوار، وبعض الملاحظات في الآونة الأخيرة التي تُظهِرُ تصرفات دخيلة على مجتمعنا في مسلسلات من قنوات محسوبة على اليمنيين، وهذا النقد السلبي المتكرر من المتابعين العاديين قبل النُّقَاد، لكن ما يؤلمُ من وجهة نظري حقًا هو عدم توثيق مئات المآسي يصل عمرها الآن لِتِسْعَةِ أعوام.
يعرف الجميع أن عدد كُتَّاب السناريو في اليمن قلة، ولكن لا يعني ذلك أنه ليس هنالك أقلام جديدة تحتاج لفرص فقط، وكما في مسلسل العاقبة يستطيع البعض أن يكتب القصة، ويكتب السيناريو شخص آخر قد يكون المخرج أو أحد القادرين على كتابة السيناريو، أو ربما التفاتة بسيطة من وزارة الثقافة أو حتى من أي مؤسسة إنتاجية لكُتَّاب الروايات والقصص في عمل دورة تدريبية لهؤلاء في كتابة السيناريو تظهر بعدها نتائج وأعمال لم يكن أحد ليتوقعها.

*نقلا عن :الثورة نت

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
صادق سريع
هذا ما فعلته "الوعد الصادق" ب"إسرائيل"
صادق سريع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
الجبهة الثقافية
طوفان المياه اليمنية يجرف اقتصاد الصهيونية العالمية
الجبهة الثقافية
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
رشيد الحداد
ذروة تصعيد جديدة: صنعاء تسعّر «الحرب البحرية المفتوحة»
رشيد الحداد
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الجبهة الثقافية
أهم الدروس في قصة نبي الله نوح “عليه السلام”.
الجبهة الثقافية
هاشم الأهنومي
العلامة زيد النعمي ل”الثورة “: هذه هي أنواع الخاسرين للارباح والاجور خلال شهر رمضان المبارك
هاشم الأهنومي
الجبهة الثقافية
الزبيب واللوز والمكسرات.. مائدة العيد المفضلة لليمنيين
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
يوم القدس العالمي ومواجهة الأخطار المحدقة بالمدينة المقدسة
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
"يوم القدس العالمي" في ضمير الأحرار
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
"طوفان الأحرار" اليمني: كلّ أيامنا للقدس
الجبهة الثقافية
المزيد