كثّفت قوات صنعاء البحرية عملياتها العسكرية ضد السفن العسكرية الأميركية في البحر الأحمر وخليج عدن، خلال الساعات الماضية، وذلك في أعقاب تنفيذها سلسلة هجمات طاولت سفناً إسرائيلية في خليج عدن والمحيط الهندي. وقالت مصادر ملاحية، لـ»الأخبار»، إن التوتر العسكري بين تلك القوات والبحريّتين الأميركية والبريطانية تصاعد إلى أعلى المستويات خلال الساعات الـ 48 الماضية، واصفة ما يحدث بـ»الحرب البحرية المفتوحة». وأشارت إلى سماع دويّ انفجارات عنيفة في سواحل الخوخة والمخا ومناطق واسعة من خور عميرة الواقعة قبالة باب المندب، مضيفة أن الاشتباكات أدت إلى توقف مرور السفن التجارية لساعات قبل أن تستأنف الحركة.وجاءت هذه المواجهات في أعقاب إعلان الناطق باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، استهداف بارجتين عسكريتين تابعتين للبحرية الأميركية في البحر الأحمر، فضلاً عن استهداف سفينة تجارية إسرائيلية تدعى «أم سي أس أوريون» في المحيط الهندي، كانت ترفع علم ماديرا، بعدد من الطائرات المسيّرة. ولفت سريع، في بيانه، إلى استهداف سفينة بعدد من الطائرات المسيّرة والصواريخ المضادة للسفن في البحر الأحمر، وأعلن عن حظر مرور أي سفينة تحاول خداع صنعاء وتضليلها في محاولة لكسر الحصار المفروض على الكيان الإسرائيلي. وأكد أن قواته استهدفت السفينة «سيكلايدز»، بوابل من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، أول من أمس، في البحر الأحمر.
وفي هذا الإطار، أوضحت مصادر عسكرية مطّلعة في صنعاء، في حديث إلى «الأخبار»، أن القوات اليمنية سمحت للسفينة «سيكلايدز»، بتاريخ 19 نيسان، بالمرور في البحر الأحمر، بعد تعهّد طاقمها بالوصول إلى قناة السويس، وتأكيده أن وجهة السفينة موانئ دولية ولا علاقة لها بموانئ الكيان. وبعد السماح لها، عبرت السفينة البحر الأحمر بتاريخ 20 نيسان، ليتبيّن أنها خالفت قرار الحظر واتجهت نحو ميناء إيلات الإسرائيلي. وقالت المصادر إن قوات صنعاء البحرية أرسلت تحذيراتها إلى «سيكلايدز» من الدخول إلى ميناء الكيان، إلى أنها أصرّتْ على انتهاك قرارِ المنعِ، فتم انتظار عودتها أول من أمس، بعدما أفرغت شحنتها في إيلات، واستهدافها في عملية عسكرية مشتركة من قبل القوة الصاروخية والطيران المسيّر والقوات البحرية. وقد أكدت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، أن السفينة تعرّضت لهجوم بثلاثة صواريخ بحرية مضادة للسفن وعدد من الطائرات المسيّرة، ما أدى إلى أضرار كبيرة فيها.
العمليات التي نُفّذت خلال الساعات الماضية عكست مدى تطوّر القدرات العسكرية لصنعاء
وتعليقاً على تلك التطورات، رأى مصدر ملاحي في صنعاء، في حديث إلى «الأخبار»، أن عمليات البحرية اليمنية التي نفذت خلال الساعات الماضية، حملت دلالات كبيرة وعكست مدى تطور القدرات العسكرية لقوات صنعاء، موضحاً أن عملية استهداف «أوريون» في المحيط الهندي استُخدمت فيها طائرات متطوّرة، ووقعت في أبعد نقطة إلى الغرب من جزيرة مدغشقر جنوب المحيط الهندي، وهو ما يعدّه مراقبون تطوراً لافتاً ستكون له تداعيات كبيرة على السفن التجارية الإسرائيلية القادمة عبر طريق رأس الرجاء الصالح إلى موانئ الكيان.
وسبق أن أعلنت القيادة المركزية الأميركية تعرّض قواتها لهجوم يمني جديد، قائلة، في بيان، إن قواتها البحرية اشتبكت مع خمس طائرات مسيّرة أطلقتها القوات اليمنية على سفن حربية وتجارية أميركية في البحر الأحمر. ووصفت الهجوم بأنه يمثل تهديداً للولايات المتحدة وتحالف «حارس الازدهار» والسفن التجارية في المنطقة. إلا أن نائب مدير التوجيه المعنوي في قوات صنعاء، العميد عبد الله بن عامر، شكك في الرواية الأميركية، وأشار إلى أن البيان الأميركي لم يتحدّث عن إسقاط طائرات مسيّرة، ولم يكشف عدد المسيّرات التي نفّذت الهجوم كون الاشتباك كان واسعاً، وشارك فيه عدد أكبر من الطائرات وليس خمساً فقط.
من جهتها، أعلنت المهمة البحرية الأوروبية «أسبيدس» تصدّيها لعدة هجمات شنتها حركة «أنصار الله» في اتجاه البحر الأحمر. وذكرت المهمة، في بيان على منصة «إكس»، أن «المدمّرة فاسان (الإيطالية) نجحت في صد هجمات متعدّدة بطائرات مسيّرة قادمة من الأراضي الخاضعة لسيطرة» صنعاء. ولفتت إلى أن «السفينة التجارية المستهدفة لم تصب بأيّ أضرار وواصلت رحلتها بأمان إلى وجهتها المخطط لها». وقالت إن «الهجمات المقبلة من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثي تعرّض حياة البحارة للخطر وتقوّض الأمن البحري».
* نقلا عن :الأخبار اللبنانية