بقلم// حميد عبد القادر عنتر*

كان هناك تقارب بين صنعاء والرياض وتقدم كبير في ملف المفاوضات خصوصاً في الملف الإنساني لكن يبدو أن ذلك التقارب كان أزعج ساسة البيت الأبيض لذا حاولوا استخدامه كورقه ضغط ضد اليمن على خلفية موقف صنعاء مع الشعب الفلسطيني ودخولها رسميا في الحرب ضد الكيان الصهيوني.

لذا تحاول أمريكا استغلال الصراعات في المنطقة وفق رؤيتها السياسية وحسب المصلحة الخاصة عبر توجيه الأنظمة المتحالفة معها وتدين لها بالولاء المطلق وهنا أشير إلى نظام آل سعود.

أن دخول اليمن كطرف مشارك في الحرب دعما ونصرة للشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني الذي يشن حرب همجية وإبادة جماعية مُنذ سته أشهر على غزة، كشف النوايا الأمريكية استمرار الأزمة السياسية في اليمن وجعل البلاد تعيش في حالة اللاسلم واللاحرب من أجل مصالح أنانية القصد منها مضاعفه معاناة اليمنيين وتعميق الخلافات البينية بين طرفي الصراع، ناهيك استثمار مثل هكذا صراعات لدر الأموال لخزينتها مقابل الحماية الأمنية وعقد صفقات الأسلحة لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الأمريكي.

لقد كشفت اليمن بمواقفها في مساندة فصائل المقاومة في غزة بعد عملية سبعه أكتوبر 2023، نوايا واشنطن وزيف شعاراتها الإنسانية بمشاركتها المعلنة مع "إسرائيل" في قتل المدنيين الأبرياء في غزة وتقديمها كل أشكال الدعم السياسي والعسكري اللامحدود للنظام الصهيوني.

أعادت عمليه "طوفان الأقصى" قضية الأمة المركزية (فلسطين) إلى المحافل العالمية وكشفت القناع عن الأنظمة المطبعة والتي لا تزال تلتزم الصمت على الرغم من تجاوز عدد الشهداء والجرحى في غزة أكثر من 110 ألف شهيد وجريح، وحتى اليوم لم تسجل موقفا عربيا واحدا في صالح الشعب الفلسطيني ومظلومية قضيته.

تصدرت مواقف اليمن قيادةً وحكومةً وشعباً مع القضية الفلسطينية صدارة المشهد الدولي وأصبحت مواقف اليمن حديث الساعة في كبريات محطات التلفزة الإخبارية العالمية، كون الدولة العربية الوحيدة التي وقفت في وجه واشنطن ومؤامرات الصهيونية العالمية وأعلنت مواقف فعليه ومباشرة ضد سفن "إسرائيل" في البحرين الأحمر والعربي حتى المحيط الهندي وفرضت حصارا خانقا على سفن الكيان الصهيوني والمتوجهة إليه وعجزت محاولات (أمريكا وبريطانبا وفرنسا ....) من كسر حصار اليمن البحري، بل تكبدت خسائر فادحة في المواجهات مع قوات صنعاء.

وأستطاعت اليمن تعرية مواقف أمريكا وكسر شوكة قوى الاستكبار العالمي في معركة البحر الأحمر وجعلت سمعة تلك الأنظمة الاستعمارية مع كيانها اللقيط في الوحل.

استطاع اليمن أن يؤدب الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني. لذلك ما يجب على دول المنطقة معرفته هو أدراك أن اليمن يمثل العمق الاستراتيجي للمنطقة وأن استقرار اليمن من استقرارها والعكس.

وعليه: على دول العدوان إستيعاب الدروس من تجربه عدوانها على اليمن لمدة تسع سنوات، وفشلت فشلا ذريعا وانتصرت الإرادة اليمنية على الرغم من الدعم الوجستي السخي من واشنطن لكنها لم تحقق أي هدف من أهدافها المعلنة منذ تشكيل عاصفة الحزم على النظام السعودي والإماراتي.

وعلى دول الاحتلال العدوانية إيجاد مخرج للخروج من المستنقع الذي ورطتهم أمريكا بالانسحاب الفوري من كل شبر في اليمن، وعدم التدخل في شئونها الداخلية وتقديم اعتذار رسمي لليمن والاسراع في استكمال ملف المفاوضات الإنساني بكل حذافيره كنوع من إبداء حسن النية وإلا فأن القادم أعظم.