لابد أن يكون لك موقف منهم، إسرائيل العدو الصهيوني اليهودي، عدوٌ من أكبر الذين يرتكبون المنكرات، ويستهدفُ بمنكره بكل أشكاله، منكره فسادًا، منكره ظلمًا، منكره جرائم، كل أشكال المنكر، يستهدف بها أمتنا، استهدف بها الشعب الفلسطيني الذي هو جزء من هذه الأمة، ويستهدف بها بقية الأمة، وهكذا أعوانهم المرتبطون بهم، المؤيدون لهم، المتحالفون معهم، ما هو برنامجهم؟ ما هي خطواتهم العملية؟ ما هي اهتماماتهم العملية؟ ما هي مساعيهم العملية؟ في كل المجالات؟ منكرات، منكرات يستهدفون بها الأمة، هكذا في داخل الساحة، عندما يأتي من يتحرك بين أوساط الأمة، لنشر الجرائم، أو لنشر المفاسد، أو لنشر المظالم، إذا سكتت عنه الأمة، يتمكن، يتمكن بفساده، يتمكن بمظالمه، يستبيح المجتمع من حوله، تتحول الجريمة إلى ظاهرة، يتحول الفساد إلى ظاهرة تنتشر في أوساط الناس، إذا لم يكن هناك إنكار للمنكر وتصدٍّ للمنكر، ولهذا ورد أيضًا في الحديث النبوي الشريف المشهور بين الأمة: ((لَتَأْمُرُنَّ بِالمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهُنَّ عَنْ المُنْكَرِ، أَو لَيُسَلِّطَنَّ اللهُ عَلَيكُمْ شَرَارَكُم، ثَمَّ يَدعُو خِيَارُكُم فَلَا يُستَجَابُ لَهُم))، يدعون لكن لا يستجاب لدعائهم؛ لأنهم أَخَلُّوا بمسؤوليتهم العملية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلذلك لم يعد الدعاء مقبولًا من جانبهم، والاستغاثة بالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، لكن لو أتى الدعاء مع الأمر بالمعروف، مع النهي عن المنكر، سيكون دعاءً مقبولًا، فلابد من مباينة من فعله بجهدك، وعندما قال: ((بِيَدِكَ وَلِسَانِكَ)) هناك مراتب للأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وهناك أنشطة في مختلف المجالات، منها ما تحتاج إلى اليد، في مقام العمل، في مقام الجهاد، لكن بشكل منظم، بشكل برنامج عمل، بشكل تحرك من أمة منظمة، وليس بشكل عشوائي متضارب، ويدخل فيه إشكالات، وتناقضات، واختلافات، هذه مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
الدرس الثالث للسيد القائد من وصية الإمام علي لابنه الحسن عليهما السلام
الثلاثاء 3-12-1444ه 21-يونيو-2023م
*نقلا عن : موقع أنصار الله