عبدالقوي السباعي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالقوي السباعي
مَن قرّر ولوجَ الطوفان لا ترعِبْه النتائج
دعوةٌ للشباب اليمني..!
معاركُ الأُمَّة.. بين الوعي وقصوره..!
فلسطين.. وفلسفةُ العِشق اليماني..!
اليمن في ميزان القوة والنفوذ داخل جغرافيا الصراع القائم
حشودُ الأحرار في يمن الأنصار
"3333" يوماً من العدوان على اليمن.. الخيانة أمضى منه وأقسى!
الجولة الأولى من رباعية التصعيد اليمني المناصر للشعب الفلسطيني في غزة
الجولة الأولى من رباعية التصعيد اليمني المناصر للشعب الفلسطيني في غزة
من اليمن إلى كُلّ عربي حُر.. أين أنتم من غزة؟!
سيناريوهاتُ معركة “طوفان الأقصى” لما بعد يومها ال200

بحث

  
“طُوفان الأقصى” أرجعتنا إلى نقطة الصفر
بقلم/ عبدالقوي السباعي
نشر منذ: سنة و أسبوعين و يومين
الإثنين 06 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 06:06 ص


“طُوفان الأقصى” حَدَثٌ زلزَلَ الأرضَ التي ما كانت أن تهتزَّ أَو تتزلزل بغير هكذا “طوفان”؛ فكان الميزان الذي أفرز العالم بمعناه الاستراتيجي كظاهرة، وصفحة اختبار للشعوب، بمعناه الإنساني كعملٍ نضالي تحرّري، “طوفان” استعار قلْبَ الصفحة ولُبَّها في حقيقتها الهائلة في كتاب التاريخ؛ فهو بالمعنى الروحي أَيْـضاً، أعاد الاعتبار للأقصى، أرض الإسراء، وبوابة السماء، وجاء ككلماتٍ خارجةٍ عن النص، جُمَلٌ إعادة ترتيب نفسها، حروف تفككت وتجمعت من جديد في كلماتٍ ومعانٍ جديدة، انتصرت لمعركة الوعي.

لقد تفتَّق عن “طُوفان الأقصى” من الوَعي والإدراك، الذي لا يخصّنا كعرب ومسلمين أَو فلسطينيين فقط، بل إنّه الوَعي الذي تفتّق في أذهان “الإسرائيليين” أنفسهم، لقد عُدنا جميعاً إلى نقطة الصفر مع هؤلاء، لقد تحوّل الخطاب “الإسرائيلي” فجأةً من خِطابٍ استقطابي لليهود في الخارج، إلى خطاب تثبيتي لليهود في الداخل: “لا تغادروا.. رجاءً.. لا تغادروا..! لا تخذلوا المشروع الصهيوني”، في المقابل يقول الصوت الفلسطيني في غزة، للمقاومة: “نموت ولا نرحل.. فإن مِتنا اجعلوا من أجسادنا مِنصَّاتِ إطلاق لصواريخكم”.

يحتاجُ كيانُ العدوّ إلى أن ينفقَ ما في الأرض جميعاً، ويحتاج إلى أكثر من خمسٍ وسبعينَ سنةً، وضخّ المليارات من الدولارات؛ كي يبني ثقة المستوطنين بالبقاء والإقامة في بُقعة جغرافية صغيرة، وفي مقابل ذلك، تحتاج إلى لحظة مقاومة واحدة؛ كي تهدم هذه العلاقة الهشّة مرّة واحدة وللأبد، ما حصل هو أنّنا عدنا إلى البديهيات، لقد أعادهم “طُوفان الأقصى” إلى القلق الوجوديّ الأول: احتمالية أن يفقدوا كُـلّ شيء في لحظة واحدة.

كنا بحاجة إلى هذا المشهد الحاسم القاطع، لمن لم يكن يسمع ويرى، جاءت هذه الملحمة البطولية لتؤكّـد المؤكّـد بأن حرية فلسطين من بحرها إلى نهرها أقرب إلينا من حبل الوريد، وأن “البعبع” المتفوق “إسرائيل” يمكن هزيمتها، والفكرة التي زُرعت في عقولنا منذُ كُنّا صغار عن استحالة هزيمة “إسرائيل” صارت في خبر كان؛ فهي مُجَـرّد عقدة في الشبكة، ومربط ليس لفرس واحد، بل لجميع الخيول المُعطّلة، في ساحتنا العربية.

ما أحدثته معركةُ “طُوفان الأقصى” أنها أرجعتنا إلى نقطة الصفر، شعرتُ كما لو أني مع جدي (رحمة الله عليه)، نقف على نفس العتبة من مقاومة المحتلّ لأول مرة، نخطّط ونحلل، ونستخدم كُـلّ مجال حيوي ممكن، وصوت من الأعلى يهمس في أذني: الأرضُ أرضُك، والسماء سماؤك، والبحر بحرك، وكُلُّ ما عليك هو أن تهجمَ بثقة من لا تخونه السماء ومَن لا يغدره بحرٌ ومَن لا يهزّه التراب. شعرت كما لو أنّي استيقظت في عام 1948م، أَو بنقطة تاريخية عذراءَ لصراعنا مع المحتلّ، استيقظنا كما لو أنّنا لم نَعش هزيمةً قطُّ، بعد أن انكشفت سوءة كُـلّ الخونة والأدعياء والمثبِّطين.

نقلتنا “طُوفان الأقصى” من موقع الاستجابة إلى موقع المبادَرة، إنّه تحوّل نوعي وجديد لجيل اليوم الذي يبحث عن أفق ومشروع يبذُلُ فيه كُـلَّ طاقاته الكامنة، إنّه التحوُّلُ الرهيب وفي دقائقَ معدودة، من أن تكون لقمَة إلى أن تصير فَماً، إنّه الانتقال من مستوى الفريسة الضعيفة إلى مستوى الصيّاد الماهر، والتحرّر من موقع الاستجابة إلى موقع الاستباق، ومن ذهنية العجز والخوف إلى ذهنية الفارس المقدام.

هذا الشعور لَم يكن على مستوى أفراد الأُمَّــة؛ باعتبارهم جماعةً داخليةً فحسب؛ إذ مَن يرصد الخطابَ الغربيَّ لحظة الـ 7 من أُكتوبر، يدرك تماماً أن الغربَ انبثق عنده وَعيٌ مماثلٌ بأن هؤلاءِ أُمَّـةٌ من دون العالَم، ينظرون إلى أنفسهم ويفكرون بصورة مُستقلة بعيدًا عن إملاءاتنا الغربية، ومَن ينظر في الخطاب الإعلامي الغربي، يرى تماماً أن الغربَ شَعُرَ بأنّ هؤلاءِ البشرَ قد صاروا فجأةً أنداداً وليسوا تَبَعاً وليسوا مُجَـرّد مُضْطهدين خاملين.

لقد نقلتنا “طُوفان الأقصى” التحرّرية من عقلية الهزيمة إلى عقلية الانتصار مهما كانت التضحيات، وقد تحقّقت فعلاً، لقد كُسِرَت حلقة العجز المُكتسَب والخوف المُوَارَث مرّة واحدة وإلى الأبد، وستكون جميع مواجهاتنا القادمة مع كُـلّ الأعداء، مواجهات المُبادَأة والخيال الحرّ، والممكن غير المحدود؛ فالأرضُ أرضُنا، والسماءُ سماؤنا، (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أكثر النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ).

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
محمد حسن زيد
الذبابُ الإلكتروني كان جاهزًا لخطاب السيد حسن نصر الله
محمد حسن زيد
محمد محسن الجوهري
قريباً.. مفخخات الموت السعودية في حيفا وتل أبيب
محمد محسن الجوهري
مجاهد الصريمي
جديد رجب بني عثمان
مجاهد الصريمي
مطهر يحيى شرف الدين
المُنافقون وعَدالة القَضية وصدقُ التوجّه
مطهر يحيى شرف الدين
عبدالمنان السنبلي
لله دَرُّكم يا أنصارَ الله
عبدالمنان السنبلي
سند الصيادي
وقفاتٌ على طريق الطوفان
سند الصيادي
المزيد