في غزّةَ التاريخُ يُكْتَبُ بالدّمِ
والعينُ تقرأوهُ بدون تكَلُّمِ
في غزّةَ الجرحى تُضمِّدُ نزفَها
بشِماغِها وتلفُّهُ كالبلسمِ
يصّعّدُ الشُّهداءُ نحو ملِيكِهِم
عبرَ السّمواتِ العُلى كالأنجُمِ
وترفرفُ الأشلاءُ من أَنقَاضِها
كحمائمٍ بيضٍ بليلٍ مُظْلِمِ
قُتِلَ الجميعُ فلم يعد في غزّةٍ
أحدٌ سوى الموتِ الذي لم يُفْطَمِ
قُتِلُوا أباً، أُمّاً، أَخاً،أُختاً،
ومولودًا بغيرِ حياتهِ لم يَحلُمِ
والعالمُ الغَربيُّ في تنظيرهِ
وكأنّ قتلَ النّفْسِ غيرُ مُحَرَّمِ
ثبتَ الفدائيّونَ رغمَ جراحِهم
من دونِ أقدامٍ ولم تتقدّمِ
ستجرُّ أذيالَ الهزيمةِ عائدًا
من حيثُ جئتَ لأصلِكَ المُتشرذمِ
ويعودُ مَن هُدِمَتْ منازلُهم إلى
أطلالِها وكأنّها لم تُهدمِ
ويُسَطِّرُ الأبطالُ ملحمةَ الفِدا
والغربُ يفهمُها بدون مُترجمِ
أفدي لِثامَ وجوهِهمْ من فِتيةٍ
كشفوا قِناعَ العالَمِ المُتلثّمِ
ممّا تيسّرَ من بيانِ ثباتِهم
رتّلْتُ ما عَمِلوا لمَن لم يعلمِ
يا أُمّةً فقدتْ مياهَ وُجوهِها
من نيلِها حتى الفُراتِ وزمزمِ
إن لم تلاقي بعدُ ماءَ كرامةٍ
هذا ثرى الشُّهداءِ فلتتيمّمي
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين