الكيان الصهيونيُّ، كأداةٍ وركنٍ مِن أركان منظومة هيمنة قيصر في منطقتنا، وجد نفسه مجبراً على خوض مهمةٍ مستحيلةٍ لكي يحافظ على دوره الذي يستمدُّ منه حياته. وقيصر نفسه، صاحب منظومة الهيمنة هذه ومُشغِّل تلك الأداة، والذي تتهاوى منظومات هيمنته وأدواته في معظم أنحاء العالم، يخسر، وهو عاجزٌ عن تعويض الخسارة، لا، بل وعن القبول بالخسارة في آنٍ معاً.
أما على الضفة المقابلة، فيتعذر وجود أيِّ سببٍ معقولٍ لمحور المقاومة يعطي على أساسه كل شيءٍ إعطاء الذليل وهو في عزِّ قوته، لقيصر الذي بلغ أراذل عمره، لاسيما وأنه سبق أن رفض إعطاء ما هو أقلُّ ودفع ثمن إبائه دموعاً ودماً يوم كان قيصر في عزِّه، والمحور في فترة نعومة الأظفار. كما أننا لا نعيش وحدنا في هذا العالم، ولقيصر أعداءٌ غيرنا ومنافسون صاعدون وأقوياء يتحينون الفرص لإضعافه والتخلص من سطوته ومنه، وإن زجه بأساطيله الآن يفتح باب الفرص التاريخية على مصراعيه ويَنصُب بجانبه سُلماً لارتقاء الأمم.
ولنذكر أن الصاروخ الذي ضرب «ساعر» عام 2006 قد أتى بشكلٍ أو بآخر من الصين «الهادئة»، ولو كان قد عرج على كوريا وإيران قبل وصوله إلى شاطئ بيروت، وأن روسيا «الجريحة» لم يكمل بعد موسكوفا، فخر أسطولها، عاماً ونصف العام تحت مياه البحر الأسود.
استعصاءٌ كهذا الذي في معسكر قيصر والدائرين في فلكه، في العادة يسبِّب حروباً عالميةً، لاسيما وأن بينه وبين الفرص في المعسكر المقابل علاقةٌ جدلية. ولكن لِنَكُن متحفِّظين الآن فنقول إن هذه «الأزمة» ستطول وتتمدد، وأن الأيام والشهور وربما السنوات القادمة حبلى بالكثير الكثير. ولِنَكُن بوعينا وبعزمنا وببأسنا واثقين أنها فرصتنا لكسر الأغلال والنهوض.
كاتب لبناني
* نقلا عن : لا ميديا