مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
اليمن المحمدي وواقعة العسرة
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: 10 أشهر و 14 يوماً
الأحد 31 ديسمبر-كانون الأول 2023 11:55 م


لم تمر المسيرةُ القرآنية بمنعطفٍ من المنعطفات طوال تاريخها الجهادي والثوري التغييري الشامل إلا ووجدنا الكثير من الحقائق والشواهد التاريخية التي تثبت وبما لا يدع مجالاً للشك، أن هذا المشروع هو ذاته مشروع الرسل والأنبياء عليهم السلام، الذين حملهم الله سبحانه وتعالى مسؤولية بناء وتغيير الواقع والنفوس البشرية على ضوئه. وقد مثل الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله وسلم، بما أنزله الله إليه من الكتاب، مبلغَ كمال دين الله، ومنتهى شموليته واستيعابه للكون كله. من هنا تحرك صلى الله عليه وآله لإرساء أسس الرسالة العالمية الخاتمة، والتي كان القرآن الكريم روحها ومادتها، وأصلها وفرعها، ومبعثها ومنطلقها. وها هي المسيرة القرآنية، مشروعاً وقيادةً وثورةً، تؤكد ارتباطها بالأصل الإلهي، وتمثلها للمسلك والدرب المحمدي، وانبثاقها عن تجربة وحركة الرسول والرسالة، واستهداءها بالهدى ذاته، واقتداءها برسول الله، وتوليها له ولأهل بيته صلى الله عليهم وسلم أجمعين، وذلك ليس من خلال الخطب والمواعظ، ولا محاولات التأصيل الثقافية والفكرية والعقيدية التي تتخذ من البحث والدراسة سبيلاً لها، وإنما من خلال الأحداث والظروف والمخاطر والتحديات والطرق والأساليب والأمانات التي صاحبت الحركة النبوية في مرحلة السعي لبناء وتأسيس الدولة والمجتمع الإسلامي الأول، وصاحبت وتصاحب حركة المسيرة القرآنية منذُ النشأة، وصولاً إلى الفتح والثورة التي أسست لبناء يمن 21 أيلول، الذي قام على مستند إسلامي، وانطلق من منطلق هوية إيمانية، ببعدها العميق والحيوي والسامي كما يقدمها سيد الثورة حفظه الله، لا بمفهومها التجزيئي الضبابي القاصر المقصر كما يقدمها امتداد كعب والدوسي وعروة والزهري، وحتى هذه اللحظة، فكل ما مر بالتجربة والحركة النبوية على امتداد تاريخ صدر الإسلام، خلال بضعٍ وعشرين سنة نستطيع أن نقرأه اليوم في صفحات الواقع المعاش والمشاهد، قبل أن نتصفحه بين طيات مؤلفات كتاب التاريخ والسير والمغازي ومصنفات الرواة والإخباريين.
هكذا هو القرآن لمَن يتحركون بحركته، فهم الأكثر اتحاداً وامتزاجاً بالرسول والرسالة، وإن جاؤوا بعد زمن الرسول صلى الله عليه وآله بآلاف القرون وملايين السنين، وليس بخمسة عشر قرناً فقط.
ولكن يلزمنا الوقوف طويلاً مع تاريخ الرسول والرسالة، لكي نأخذ بكافة الدروس والعبر التي يحتاجها اليوم واقعنا، والذي شكل امتداداً لحركة الرسول والرسالة بكل ما يوحي به لفظ الامتداد من معانٍ ودلالات، فنحن اليوم لم نعد في مرحلة التأسيس للمجتمع، وإقامة الكيان الثوري التغييري المجاهد، ولا في مرحلة المواجهة لبني قومنا من كيانات وأنظمة الجاهلية العربية الأعرابية الأخرى، ولا في مرحلة التحرك المحدود لدرء خطر الأوكار والجيوب التابعة لليهود والمنافقين؛ ولكننا اليوم في مرحلة الصراع مع الاستكبار العالمي، ممثلاً بالكفار من أهل الكتاب، ووجهاً لوجه، الأمر الذي يوجب علينا الأخذ بكل مضامين «سورة التوبة»، وكل ما عمله رسول الله في واقعة تبوك، أو العسرة، لكوننا اليوم نعيش امتداد هذه الواقعة، ونواجه الامتداد الطبيعي لإمبراطورية الروم، ونسعى للأهداف والمبادئ والقيم ذاتها التي سعى لها رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله.
وإذن، فلا فرق بين عدو الأمس العالمي وعدو اليوم، والعسرة هي العسرة عينها، سواءً جرت أحداثها في تبوك أم في باب المندب والبحر الأحمر، وسواء أطلت بوجهها المحمدي أم عبرت عن الامتداد الطبيعي له، بوجوه وسواعد يمنية، وروح وراية وقيادة علوية.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
علي كوثراني
فرصتنا لكسر الأغلال والنهوض
علي كوثراني
محمد أحمد المؤيد
ما وراء الحدث الذي حدث؟
محمد أحمد المؤيد
إكرام المحاقري
باب المندب.. مغلق في وجه العدو الصهيوني
إكرام المحاقري
هاشم الأهنومي
اليمن تقصف “إسرائيل”
هاشم الأهنومي
وديع العبسي
على أمريكا أن تبلع لسانها!
وديع العبسي
خالد العراسي
عيون الصهيونية لم تغفل عن اليمن
خالد العراسي
المزيد