منصور البكالي*
يثار تساؤل كبير من قبل المتابعين للشأن اليمني، لا سيما بعد دخول اليمن في حرب عسكرية مباشرة مع الأمريكيين في البحرين الأحمر والعربي: ما السر في قوة اليمن، وعدم خشيتها من التهديدات الأمريكية والعصا الغليظة التي رفعتها على بقية دول العالم؟
أطفال وشيوخ، أشبال وشبان، مدنيون وعسكريون من مختلف الأطياف السياسية والمناطقية والمذهبية يضمدون جراحات الماضي الأليم، ويلتفون خلف قائد أوحد، معلنين استعدادهم لقتال امريكا ومواجهة عدوانها، متجاهلين كل التباينات والخلافات التي زرعها العدوان الأمريكي السعودي خلال 9 أعوام مضت.
لم يتحملوا آلام المشاهد لجرائم العدو الصهيوني الغاصب بحق أهلهم وأطفالهم في قطاع غزة، فخرجوا إلى ساحات وميادين الحرية يهتفون (بالموت لأمريكا، والموت لإسرائيل) ويعلنون تفويضهم للقيادة الثورية والسياسية والعسكرية، ويؤيدون عملياتها العسكرية في "أم الرشراش" والبحرين الأحمر والعربي وباب المندب، ومنع الملاحة الصهيونية فيها.
يقول المواطن ردفان العبيدي: "إذا كان لنا أن نخاف فان من نخاف منه ومن جبورته هو الله ملك السماوات والأرض" متسائلاً: كيف لشعب الايمان والحكمة أن يخاف ممن ضربت عليهم الذلة والمسكنة؟ وكيف لشعب يقوده آل محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أن يخشى حزب الشيطان وجنده؟
ويشير إلى أن الشعب اليمني تربى على الثقافة القرآنية، وتسلح بالوعي، وتحصن بالجهاد في سبيل الله، ولهذا فإنه لا يخشى ولا يخاف من المواجهة والحرب، وهو يعشقها ويتمنى الشهادة ليلاً ونهاراً، ولديه رصيد في هذا وخبرة وتجربة من خلال الصمود والصبر والثبات في العدوان الأمريكي السعودي الذي استمر طيلة 9 سنوات.
ويتابع العبيدي قائلاً:" لقد سبق للأمريكي وأدواته أن جربوا شعبنا، وخبروا شجاعته وصبره واستبساله في ميادين المواجهة، ونقول لهم إن خوض المواجهة معكم اليوم أسهل وأبسط من الحروب السابقة، بالنسبة لشعبنا، لماذا؟ لأن المواجهة اليوم باتت مكشوفة وواضحة، وهي بين الإيمان كله والكفر كله"، لافتاً إلى أن الشعب اليمني الذي اعتاد على الحروب والجهاد يتوقف اليوم أكثر من أي وقت مضى للجهاد في سبيل الله، وتحرير كامل التراب اليمني والفلسطيني من الغزاة والمحتلين، بل يستشعر شعبنا أن مسؤوليته اليوم هي قيادة الأمة نحو المواجهة لقوى الكفر والشر والظلال بكل ما يستطيعون"، موضحاً أن نعمة القيادة تحتم على الجميع التحرك الفوري والنفير العام لرفد الجبهات بالمال والرجال، وأولها جبهة غزة".
اليمن تاريخ عريق
من جانبه يقول المواطن فهد الجندبي إن تاريخ الشعب اليمني عريق ومعروف، فاليمن هي مقبرة للغزاة، والعالم كله يعرف من هو الشعب اليمني".
ويضيف الجندبي في حديثه لصحيفة "المسيرة" أن غالبية الأسر اليمنية منذ بدأ العدوان لها شهداء وجرحى ومجاهدين مرابطين في الجبهات، ونحن اليوم أكثر عزماً ونفيراً في سبيل الله، ولنا قيادة لم ينعم بها أي شعب من الشعوب في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ الأمة العربية والإسلامية، مؤكداً أن القبائل اليمنية مشهود لها بالشجاعة والاباء والنجدة، وهذه ثقافة مترسخة وهي من أعراف وأسلاف القبيلة اليمنية التي تربى أبناؤها على الشجاعة والمواجهة والجهاد في سبيل الله.
وإلى جانب العوامل السابقة -بحسب الجندبي- فإن الشعب اليمني تربى على حب الشهادة في سبيل الله، وتربى على قتال الكفار، والمشركين والمنافقين، وأمريكا هي رأس الكفر وأم الارهاب الذي يجب على شعبنا اليمني مواجهتها والتصدي لمشاريعها الاستعمارية".
من جانبه يتساءل هيثم عبده أحمد الريمي: كيف لنا أن نخاف من أمريكا، والله يخبرنا عن نتيجة المواجهة معهم بقوله: [ لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ] صدق الله العظيم.
ويتابع الريمي في حديثه لصحيفة "المسيرة": "من يخاف من لقاء الله ويوم الحساب لن يخاف من أمريكا بقدر ما سيخاف من تقصيره وتخاذله إذا لم يتحرك للجهاد في سبيل الله، نصرة لإخواننا وأهلنا في قطاع غزة، وهذا ما يجب أن نخاف منه ونخشاه، لو لم نتحرك ونجاهد، مشيراً إلى أن شعبنا اليمني ألف الحرب والمواجهة منذ سنوات، وبات يعشقها ويتمناها، كما يتمنى عدوه الحياة".
ويلفت الريمي إلى أن الاستمرار في نصرة غزة حتى النصر لن يوهن من عزائم شعبنا اليمني، وأن العدوان الأمريكي البريطاني وتحالفهم في البحر نتيجة طبيعية تكشف أن اليمن بات قوة لا يستهان بها، بل قوة يعمل لها ألف حساب، ولن تستطيع أي قوة في الأرض النيل من إرادة شعبنا واخضاع قيادتنا الربانية.
اليمنيون رجال لا يهابون أحداً
أما رضوان الجديعي فيقول: "لن تثنينا أي قوة فوق هذه الأرض على مواجهة أمريكا وكيان العدو الصهيوني، ولن نخاف من أي قوة غير قوة الله القوي الجبار المنتقم ، وكل خوفنا وخشيتنا هي منه هو إن خذلنا أهلنا وإخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة ، فكرامتهم هي كرامتنا، ودمهم هو دمنا، وأطفالهم أطفالنا، ونساؤهم شرفنا وعرضنا، فيكيف لنا أن نخاف أمريكا التي هي مجرد قشة ، وهزيمتها في متناول اليد إن وثقنا بالله، وتوكلنا عليه، وجاهدنا في سبيله".
ويضيف الجديعي أنه من العيب أن يخاف أي مواطن يمني من خوض الحروب، فكل رجال اليمن تربوا على العزة والإباء والشجاعة والاقدام، وليس هناك رجل يمكن أن يخاف الحرب والمواجهة خاصة قتال الكفر واليهود وقوى الشر في هذا العالم، الذين ضربت عليهم الذلة والمسكنة، وعلى أيادينا سيرى العالم هزيمة أمريكا في البحر والبر والجو بأذن الله".
ويواصل حديثه بالقول: "من يهاب أمريكا نشكك في كمال إنسانيته، وإيمانيه، وشعبنا هو شعب الإيمان والحكمة، والله يقول من المؤمنين رجال ، وهؤلاء الرجال كثر وأكثر مكان لهم هو موطن الايمان، وشعب المدد والجند والنصرة لله ولرسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- منذ بزوغ فجر الاسلام إلى يوم القيامة".
بدوره يقول وضاح علي الحنش: "جاهدنا في سبيل الله منذ بدأ العدوان، وقدمنا قوافل من الشهداء والجرحى، وحقق الله أمام أعينا المعجزات الإلهية، فزادتنا ايماناً وثقة بالله، وعزماً وارادة على مواجهة أمريكا وكل قوى البغي والعدوان في هذا العالم.
ويشير إلى أن ما حدث في الجبهات من الدروس والعبر كاف لكل أبناء الأمة بأن يتحركوا نحو النصر والعزة والتمكين في الأرض، وهذا هو زمن الجهاد والتمكين ان قارعنا الشيطان وجنوده".
ويضيف الحنش في حديثة لصحيفة "المسيرة": "الخوف هو من صفات المنافقين، وشعبنا مشهود له بالإيمان ومنبع نفس الرحمن، فكيف لشعب الإيمان أن يخاف من أي قوة فوق هذه الأرض غير خوفه من الله سبحانه وتعالى؟".
ويتابع حنش: "شعبنا يتحرك لنصرة الشعب الفلسطيني باستمرار مهما تكالب عليه العالم، وهذا مبدأ ديني وإنساني وأخلاقي لا يمكن أن يتغير، ومسؤوليتنا في هذه المرحلة ليست في الدفاع عن غزة فقط، بل في الدفاع على المستضعفين ونصرتهم في كل أنحاء العالم، وهذا مبدأ إيماني ومنطلق من منطلقات المشروع القرآني الذي تربينا عليه وعلى نهج أعلام الهدى".
ويرى أن الشعب اليمني بتصديه للعدوان الأمريكي البريطاني ومساندة الشعب الفلسطيني رغم كل الضغوطات والتهديدات ينطلق من ثقته بالله عز وجل، وايمانه الكبير بأن الله سينصر المستضعفين ويمكنهم في الأرض.
*نقلا عن : المسيرة نت