السياسية || صادق سريع
تحيي اليمن اليوم، 26 مارس 2024، ذكرى “يوم الصمود”، بعد تسع سنوات من الصمود الأسطوري في وجه العدوان السعودي – الإماراتي – الأمريكي – الصهيوني.
وبين ليلة الـ26 مارس 2015، ليلة شن العدوان السعودي – إماراتي وحلفائه عدوانهم وحربهم الغاشمة وحصارهم الظالم على اليمن، التي راح ضحيتها آلاف الشهداء الأبرياء من المدنيين بفعل الضربات الجوية على الأحياء المكتظة بالسكان، والأسواق، والمستشفيات، والطرقات، والمنشآت العامة والخاصة، وصالات المناسبات، وكل ما يمكن ضربه بطيران العدوان، والحصار على المطارات والموانئ اليمنية من قِبل جيرة السوء من الأعراب وحلفائهم الأمريكان والغرب، ومن خلفهم لقيطة الصهيونية.
لم يكن لتلك الحرب الهمجية، والحصار المطبق، أي أهداف، غير إخماد بركان غضب أحرار ثورة “21 سبتمبر” المجيدة، وشعب اليمن والإيمان المناصر لقضية الأمة، وشعب فلسطين، وجعل اليمن دولة ضعيفة، يتحكم في شعبها الطغاة والغزاة، ويتآمر عليهم المستعمر، ويمتلك قرارهم المحتل، ويهيمن عليهم بائعو الأوطان ومرتزقتهم، فضلا عن نهب ثروات البلاد، واستغلال خيراتها، والسيطرة على جغرافيتها براً وجواً وبحراً، والامتهان في القتل والتجويع والإذلال، وكل ما يحل للمستعمر عمله في شعب استكان لمستعمريه.
بين تلك الليلة المارسية، وليلة 26 مارس 2024، حصلت قصة صمود أسطورية، غيّرت معالم الجغرافيا، ومجرى التاريخ، وجرت متغيرات، وسُطرت انتصارات عظيمة بحجم عظمة اسم اليمن وشعبها المناضل، وبينما كانت اليمن تُضرب في إحدى ليالي صيف 2015، بشتى أنواع الأسلحة فتكا وتدميرا، وتُحاصر من قِبل تحالف دول العدوان العربي – الغربي، اليوم تقوم (اليمن) بمحاصرة لقيطة الغرب “إسرائيل” حصاراً بحرياً مطبقاً في البحرين الأحمر والعربي، وتوجّه الضربات العسكرية للعدو إلى الأراضي المحتلة في فلسطين، وتلقن رأس الأفعى (أمريكا) أعظم الدروس، والضربات الصاروخية في معركة عسكرية بحرية غير متكافئة في البحرين الأحمر والعربي، وخليج عدن، ومضيق باب المندب، ومياه المحيط الهندي، وطول امتداد خط الملاحة البحري للقارة الأفريقية حتى رأس الرجاء الصالح.
المعركة البحرية، التي تسطرها القوات المسلحة اليمنية، بترسانتها العسكرية المتطورة، في المياه الإقليمية اليمنية، حتى مياه المحيط الهندي، حيث سواحل القارة السوداء، أجبرت الأساطيل والبوارج والزوارق والسفن الحربية بمختلف أسمائها وأنواعها وأحجامها وتقنياتها وتأريخ صناعتها الحديث والقديم، التي جمعتها دول العدوان من الشرق والغرب إلى مياه البحرين الأحمر والعربي، وقد أقر قادة دول العدوان بالهزيمة أمام قوة الهجمات البطولية للقوات اليمنية وصمود شعبه الحر، الذي قالوا لقوات الغزاة والمعتدين: “عودوا من حيث أتيتم، وإلا فالوجه من الوجه أبيض.. وحتماً ستعودون لا محالة، لكن بعد أن تُدمر كل قطعكم البحرية والعسكرية هنا في بحر ذو الفقار اليماني”.
اليوم الـ26 مارس 2024، نحن والعالم على موعد للخروج التاريخي لأبناء اليمن وأحراره وحرائره في مسيرات الانتصارات الجماهيرية المليونية في كافة ساحات العزة بكل محافظات الوطن، فيما تشبه لوحة فنية تسطر صورها أعظم ملاحم الانتصارات، والشعب اليمني يمتلك ترسانة صاروخية فرطية الصوت، تخول اليمن دخول نادي الدول التي تمتلك ترسانة ردع عسكرية بدون استئذان؛ بامتلاكها قوة صاروخية أسرع من الصوت بثلاثة أضعاف.
الخلاصة: الذين أوهموا أنفسهم أن العدوان على اليمن سينهي قصه كان هنا “يمن حر”، وسيبقى ترابه مرتعا لهم، وأرضية ركنية يسترزق منها سماسرة وبائعو الأوطان وأدوات ومرتزقة العدوان، ويجعلونها بوابة عبور، ومحطة ترانزيت لغزو الأوطان الحرة، وكسر إرادة الشعوب وأحرارها، وأرضية خصبة لتنشئة كيانات الارتزاق والامتهان والعمالة، وبيع وشراء الضمير الإنساني، ومناجم لنهب ثروات البلاد، وتشريد أبنائها، وتصنيف أحرارها بالإرهاب، نقول لهم: كفى إلى هنا، فليقف العالم وقفة احترام، وتحية إجلال، وتعظيم لليمن، بمناسبة انتصارها على إمبراطوريات القطب الأوحد، أمريكا والصهيونية العالمية، والقادم أعظم.
الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى، والنصر لليمن وغزة، وكل وفلسطين.
*نقلا عن : السياسية