تسبّب الهجوم الأميركي - البريطاني الأخير على صنعاء ومحافظة الحديدة، مساء الجمعة، بـ 16 غارة جوية، بإشعال جبهتَي البحر الأحمر وخليج عدن خلال اليومين الماضيين. فصنعاء التي لا تحتفظ بحقّ الرد، بل ترد بشكل مباشر، شنّت هجمات عسكرية ضد السفن العسكرية الأميركية والبريطانية، وكذلك ضد سفن تجارية خالفت قرار حظر المرور الذي تطبّقه في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. وقالت مصادر عسكرية مطلعة في صنعاء، لـ«الأخبار»، إن الرد اليمني على الهجوم الجوي الذي استهدف مناطق مأهولة بالسكان، بدأ أول من أمس واستمر أمس، وطاول الوجود الأميركي والبريطاني في البحر الأحمر وامتد إلى أهداف عسكرية في خليج عدن. ولمّحت المصادر إلى أن نيران صنعاء كانت موجّهة نحو هدف أميركي كبير، في إشارة إلى حاملة الطائرات «آيزنهاور». وتعليقاً على تلك التطورات، اعتبر نائب مدير التوجيه المعنوي في قوات صنعاء، العميد عبد الله بن عامر، أن «التطورات العسكرية الأخيرة ضاعفت من حجم ارتباك قوات العدو الأميركي والبريطاني، بالإضافة إلى قوات دولة ثالثة» لم يسمِّها. وأشار، في منشور على منصة «إكس»، إلى أن «الموقف العسكري للعدو في البحر الأحمر وخليج عدن يتّجه نحو المزيد من الإخفاق والفشل وقد تتكشف التفاصيل أكثر في ما بعد».من جهتها، أكدت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، أنها خاضت «اشتباكاً بحرياً مع طائرات مسيّرة انطلقت من مناطق سيطرة صنعاء»، فجر أول من أمس، مشيرة أيضاً إلى «وقوع هجوم صاروخي بواسطة أربعة صواريخ مضادة للسفن في اتجاه البحر الأحمر»، من دون أن تعلن اعتراضه، فيما ذكرت مصادر عسكرية مطلعة، في حديث إلى «الأخبار»، أن الهجوم الصاروخي كان موجعاً للعدو الأميركي والبريطاني. ونفت المصادر مزاعم واشنطن حول استهداف الغارات الجوية الأخيرة ثلاثة مخازن أسلحة، موضحة أنها توزّعت على منطقة جربان في مديرية سنحان جنوب صنعاء بثلاث غارات، ومنطقة عطان بخمس غارات، ومنطقة النهدين وسط المدينة بغارتين، ومنطقة الصيانة وسط الأحياء السكنية للعاصمة بغارة واحدة، فضلاً عن خمس غارات استهدفت مديرية المنيرة جنوب الحديدة.
واشنطن تبحث تعديلات على الأنظمة الدفاعية وتغييرات تكتيكية على سفنها الحربية لمواجهة هجمات صنعاء
وفي بيان آخر صدر، أمس، أعلنت القيادة المركزية أن قوات صنعاء شنت عملية هجومية جديدة بواسطة صواريخ مضادة للسفن في البحر الأحمر، مشيرة إلى أن الهجوم وقع بالقرب من ناقلة النفط «إم في هوانغ» التي تتبع الصين وترفع علم بنما وأن الناقلة أصيبت، ما أدى إلى اشتعال حريق فيها جرى إخماده لاحقاً. وأكدت القيادة المركزية، كذلك، تعرّض المدمرة «يو إس إس كارني»، لهجوم من قبل القوات اليمنية بواسطة ست طائرات بدون طيار قالت إنها اشتبكت مع خمس منها وتم تدميرها، في حين عادت الطائرة السادسة إلى مناطق سيطرة صنعاء فجر أمس. ولمّحت قيادات عسكرية يمنية، بدورها، إلى حدوث اشتباك بحري كبير خلال الساعات الفائتة.
إلى ذلك، ذكرت مجلة «ديفينس نيوز» العسكرية الأميركية أن الولايات المتحدة تقوم بإجراء تعديلات على الأنظمة الدفاعية، وتغييرات تكتيكية على سفنها الحربية، من أجل مواجهة هجمات قوات صنعاء. وقالت إن «البحرية الأميركية وشركة لوكهيد مارتن قامتا بتطوير وإرسال تحديثات برمجية للمدمّرات في البحر الأحمر، وذلك بفضل فريق من الخبراء الفنيين الذين استخرجوا البيانات من جميع أحداث الإسقاط منذ بداية المعركة». وأضافت أن «الفريق درس اشتباكات السفن والطائرات الأميركية في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى التهديدات التي تشكّلها قوات صنعاء، لفهم كيف يمكن للأسطول تعديل العمليات ضد الطائرات بدون طيار والصواريخ. ونظر الفريق في القدرات الجديدة التي قد يحتاج إليها الأسطول للدفاع عن النفس وحماية السفن التجارية». ونقلت المجلة عن القائد في البحرية الأميركية، الأدميرال ويلسون ماركس، القول إن «شركة بي إي أو للأنظمة العسكرية تبحث مع شركة لوكهيد مارتن إصلاحات فنية محتملة يمكن إدخالها في تحديثات نظام أيجيس (وهو النظام الدفاعي للمدمّرات والسفن الحربية الأميركية)».
* نقلا عن :الأخبار اللبنانية