تحل علينا هذا العام ذكرى الصمود الوطني 26 مارس، وبلادنا تسطر مواقف متقدمة في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، جعلت من اليمن قبلةً للأحرار، ومثار إعجاب لكل شعوب العالم، وذلك بعد أضحى قوةً كبرى تقارع الطغاة الصهاينة.
وهنا نتذكر التضحيات الكبيرة التي قدمها رجال الرجال منذ ذلك التاريخ – ٢٦ مارس ٢٠١٥ – وقد أثمرت عزةً وكرامة، وباتت تتجلى في الميدان على شكل ضرباتٍ موجعة لأمريكا وربيبتها إسرائيل.
كما أن تلك التضحيات حالت دون استعباد الشعب اليمني، ومنعت أشباه الرجال في الرياض وأبوظبي من فرض وصايتهم المهينة على أهل الإيمان والحكمة، وكشفت للعالم أجمع حقيقة الصهاينة من آل سعود وآل نهيان.
ولنا أن نتساءل عن مصيرنا لو تمكن أولئك الخونة من إحكام قبضتهم علينا؛ هل كنا سنشاهد كل هذه المواقف اليمانية العظيمة المناصرة لغزة؟ بالطبع لا، بدليل ما نراه من خنوع المرتزقة في المناطق المحتلة، وكيف انخرطوا مرغمين في مشروع العمالة والتطبيع، بل وحماية مصالح “إسرائيل” علناً في بحر اليمن وبره.
كما أن عمالتهم للعدوان حالت عليهم الذل والخزي، حتى في عقر دارهم، تلك التي سلموها للسعودي والإماراتي، فكافأهم بالقتل والاعتقال، واستجلب لذبحهم شركاتٍ صهيونية متخصصة في قتل وإبادة العرب.
إن من يتتبع مسار اليمن التحرري قبل وبعد مارس ٢٠١٥، يُدرك أن قدر الشعب اليمني أن يكون عظيماً، وفي مصاف الأمم المتمردة على الهيمنة الأمريكية، ولذا بادر في مبايعة القيادة التي تضمن له العزة والكرامة، وتفخر به كما يفخر بها، ولا تخلف وعدها أو تتبدل مواقفها على الإطلاق.
والشعب اليمني بفطرته يعشق الشجاعة والمواقف البطولية، ويطرب لحديث من يسطرها، ولذا فإن مكانه الطبيعي أن يتولى قيادة إسلامية خالصة، تمتثل لكتاب الله كالسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، حفظه الله.
وبتولينا له نصرنا أنفسنا وانتصرنا لمظلومية غيرنا، وصنا كرامتنا وكرامة الأمة، ويكفينا اليوم أن الموقف الوحيد الذي يحفظ ماء وجه العرب، مصدره قيادتنا اليمانية.
*نقلا عن : السياسية